كم من مرةٍ سمعنا مَنْ يقول: (كنت أحس بأنه سيحدث كذا وكذا)، ويكون حدسهُ فعلاً قد أخبرهُ بهذا الأمر، فمن خلال الحدس والطريقة، التي يتواصل بها العقل الباطن مع العقل الواعي من أجل إيصال رسائل معينة، وأيضاً التأثير الناتج عن المعلومات العاطفية غير الواعية الصادرة عن الجسم أو الدماغ مثل التفكير الغريزي أو الإحساس هو ما يقال عن صاحبه بأنهُ يملك حاسة إضافية سادسة إلى جانب حواسه الخمس الأساسية يستشعر من خلالها الأحداث قبل وقوعها.
إن البصيرة والحدس القوي علم نفسي قوي يتقوى بالقرب من الله سبحانه، كما قال الإمام البخاري عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ اللَّهَ قَالَ: (مَنْ عَادَى لِي وَلِيًّا فَقَدْ آذَنْتُهُ بِالحَرْبِ، وَمَا تَقَرَّبَ إِلَيَّ عَبْدِي بِشَيْءٍ أَحَبَّ إِلَيَّ مِمَّا افْتَرَضْتُ عَلَيْهِ، وَمَا يَزَالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ، فَإِذَا أَحْبَبْتُهُ: كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ بِهِ، وَبَصَرَهُ الَّذِي يُبْصِرُ بِهِ، وَيَدَهُ الَّتِي يَبْطِشُ بِهَا، وَرِجْلَهُ الَّتِي يَمْشِي بِهَا، وَإِنْ سَأَلَنِي لَأُعْطِيَنَّهُ، وَلَئِنِ اسْتَعَاذَنِي لَأُعِيذَنَّهُ) رواهُ البخاري
أما عن خبراء علم النفس، فوضحوا أن سبب ذلك يعود إلى كثرة التجارب الحياتية، التي تجعل الشخص مُدركا لشعور الآخرين، والأحداث التي ستحدث، بيد أن هُناكَ أشخاصاً حدسيين بالرغم من صغر سنهم وعدم خوضهم تجارب حياتية كثيرة، فهم يمتلكون هذه القدرة الخارقة، التي تخبرهم في أحلامهم ورؤياهم أحداث الساعات والأيام القادمة، وهذا يدل على أنّ الحاسة السادسة موجودة لدى الجميع، ولكن علينا أن نُتيح لها الفرصة كي تتقوى وتظهر..
يأتي التساؤل الآن أيكونُ هذا الحدس القوي نعمةً أم نقمة؟؟
أعتقد بأن كل ما يأتي من الله هو نعمة، وهذا الحدس القوي منحة ربانية عظيمة حقاً لمَنْ استشعر وجودها في حياته، حتى إن كان هذا الحدس يخبرهم بأن ثمة أمرا سيئا سوف يحدث، فهم على أية حال يحظون بتحذير وإرشاد رباني يمكنهم من تغيير اتجاههم عن أمرٍ مُعين أو اتخاذ قرارٍ ما في حياتهم.
Inst: Arwaty90