هي خطوة لها من الجرأة والتطور والدقة ما يحسب للفنان أولا على صعيد بحثه في الفنون الرقمية ورصده الناضج لتجربته وصبره في خلق توافق بين الرسم والتصميم خاصة وأنه حمل مواقف مختلفة عن التحولات التقنية في العالم واختلاف الرؤى البصرية التي ميزت الحياة المعاصرة وبالخصوص عالم الوسائط السمعية والبصرية على مستوى الإعلام والإعلان والفيديو والسينما وما شهدته من تطور فرض على المتلقي والجمهور الاندماج معها وبالتالي التواصل بذائقته مع متغيراتها حسيا ونفسيا.
ولعل هذا المسار الفني الرقمي المعاصر يطرح لدينا عدة أسئلة ومحاورات بصرية تهم تجاربنا البصرية التي ترتكز على التقنيات الرقمية الحديثة والبرامج المستحدثة وهذا الكم المتأثر بالفنون المعاصر من عدة أصعدة تقنية ومفاهيمية، هل نحن قادرون على تشكيل مسارنا الخاص الذي يشبه اندفاعنا نحو صناعة الفن القادر على العمل بذكاء يدرس بصريا متطلبات الفن ومتغيرات السوق واستثماراتها والمقتني وما يسحبه نحو الندرة البصرية التي تشبه لغة عصرها بفنيات عالية.
إن العمل على الابتكار والبحث والصبر والتجريب يحمل كل فنان على فرض تجربة تحتاج أن تشبه ذاتها بحركة فنية مرنة مهما كانت جوانب حضورها في تجريب دورها ثابت في صياغة تاريخ الفن بعيدا عن السخافات السطحية أو الاستعراض التجاري، فلا يزال الفن منفذا إنسانيا له ركائزه القائمة على الإبداع والجمالية ولا يزال الإنسان قادرا على تبصر تلك الجوانب الفنية وللقصة بقية.
yousifalharbi@