قال نائب المتحدث الرسمي للمركز الوطني للأرصاد نواف الشريف لـ«اليوم»: تشهد المنطقة الشرقية وعدد من مناطق المملكة تقلبات جوية وعواصف ترابية تنشط معها الرياح السطحية المثيرة للأتربة والغبار، التي تصل سرعتها إلى أكثر من 60 كيلو مترًا في الساعة، نتيجة مرور منخفض جوي، وتدرج في الضغط الجوي، ودرجات الحرارة، وبدأ تأثيرها من يوم الخميس الماضي، مرورًا بيوم أمس الجمعة، الذي أثر على المنطقة الشرقية والرياض والقصيم ومنطقتي مكة الكرمة والمدينة المنورة، بينما يمتد تأثيرها من اليوم على مناطق نجران وعسير والباحة.
وأضاف الشريف: إن المسار المتوقع للعاصفة الترابية اليوم السبت على مناطق تبوك، الجوف، الحدود الشمالية، وتنتقل لحائل، القصيم، الرياض والشرقية، وتتأثر بها أجزاء من مكة المكرمة والمدينة المنورة ومن ثم تنتقل من جنوب منطقة الرياض إلى نجران، عسير الباحة ويتوقع أن تنتهي بالتدريج من مساء اليوم مع استمرار العوالق الترابية.
استشارية: «حبوب اللقاح» أحد مسببات الحساسية
حذرت استشاري الباطنة والأمراض المعدية ومكافحة العدوى د. فاطمة الشهراني من أن العواصف الرملية تسبب زيادة في حالات حساسية الأتربة، وحساسية حبوب اللقاح، وحساسية الفطريات، ناصحةً بتجنب الخروج من المنزل، خاصة لمرضى الربو، وحساسية الأنف.
وأوضحت أن الفطريات المحمولة جوًا تعد من الأسباب المهمة للحساسية وأمراض الجهاز التنفسي، وواحدة من أكثر المسببات شيوعًا للربو الشعبي، والتهاب الأنف التحسسي ومشاكل الجهاز التنفسي.
وأشارت إلى الذين يعانون من التهاب الأنف التحسسى الناجم عن حبوب اللقاح، يكونون أكثر عرضة لحدوث التهابات الأنف والجيوب الأنفية الحادة، وأن الغبار يتسبب في العديد من الأمراض خاصة عند الأطفال وكبار السن، والعواصف الترابية وتلوث الهواء بالغبار يتسببان في تلف الأهداب التنفسية، وهى أجهزة بيولوجية متناهية الصغر تتواجد في المجاري الهوائية، وتسبح في المخاط متحركة حركة منتظمة في اتجاه واحد للخارج، لتطرد ما يتجمع من مواد غريبة في الجهاز التنفسي، وتحمل مستقبلات قادرة على اكتشاف المواد الغريبة والتعامل معها فورًا والتخلص منها وطردها.
جلوس في المنازل وغلق النوافذ
أكد المواطن «عبدالعظيم الحايكي» أن نهاية الأسبوع تعتبر تنفيسًا عن الأهالي والسكان، وذلك بالخروج من المنازل للترويح عن النفس، ولكن موجة الرياح القوية المثيرة للأتربة، منعتهم من ذلك، خاصةً بعدما ضربت أكثر مناطق المملكة، ونصيب الشرقية لم ينقص، الأمر الذي حتم على الأهالي الجلوس في المنزل وعدم الخروج، وإحكام القبضة على النوافذ حتى لا تتسبب بدخول الغبار والتراب للمنازل.
وأضاف: «رغم ذلك إلا أننا نستنشق رائحة الغبار ونحن في داخل المنزل، بسبب قوة الرياح، وإثارتها للرمال والتراب والغبار، خاصة أن مركز صفوى يقع شمال محافظة القطيف وتحيط به الرمال من جميع الجهات مما سبب زيادة الغبار على المدينة».
كنس آلي ويدوي للرمال على الطرق
أعلنت أمانة محافظة الأحساء جاهزيتها لبرنامج النظافة العامة، والمتمثل في الكنس الآلي، والكنس اليدوي، لما تخلف موجات الغبار من زحف الرمال على الطرق والأحياء، إضافة إلى برامج غسل الأرصفة والمماشي.
وراعت أمانة الأحساء توزيع عمالة النظافة خلال ساعات الغبار، مع وضع كافة الإجراءات التي تؤمن لهم العمل دون أضرار صحية تخلفها موجة الغبار.
جاهزية أقسام الطوارئ
أكد تجمع الأحساء الصحي، جاهزية أقسام الطوارئ في كافة مرافقه، التي تعمل على مدار الساعة؛ لاستقبال الحالات الطارئة، نتيجة لما تشهده الأحساء من تقلبات جوية، مشيرًا إلى أنه اتخذ جميع الاحتياطات لاستقبال الحالات الطارئة لمرضى الجهاز التنفسي، سواء الكبار في السن أو الصغار.
ونشر تجمع الأحساء الصحي، من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، قائمة بإلارشادات الصحية التي تساعد في حماية وسلامة أفراد المجتمع أثناء الغبار، وعدم التعرض المباشر للغبار.
ونصح بارتداء الكمامة الطبية أو استخدام فوطة أو شاش مبلل أثناء هبوب العواصف الرملية إذا كان الفرد خارج المبنى، مع التنبيه على ضرورة استبدال تلك الكمامات باستمرار، وعدم مغادرة المنزل بالنسبة لمرضى الربو والجهاز التنفسي في مثل هذه الأجواء إلا للضرورة، واتباع إرشادات الطبيب بدقة، واستخدام الأدوية؛ لتجنب الإصابة بالأزمات الربوية وفق إرشادات الطبيب، وكذلك الحرص من قبل مَنْ أجريت لهم عمليات جراحية أخيرًا في العين أو الأنف، وتجنب الخروج في مثل هذه الأجواء.
«صحة الشرقية»: تحذيرات من العاصفة لاحتوائها جسيمات ضارة
حذرت المديرية العامة للشؤون الصحية بالمنطقة الشرقية، من خطورة الخروج أثناء التقلبات الجوية، بسبب موجة الغبار التي تشهدها المنطقة، إلا للأعمال الضرورية، ناصحةً بالابتعاد قدر المستطاع عن مثيرات الحساسية التي تسببها تلك الأجواء.
وأعلنت صحة الشرقية عددًا من النصائح والإرشادات الواجب اتباعها في ظل موجة الغبار التي ضربت المنطقة، مشيرة إلى أن الغبار من ملوثات البيئة وله عدة أضرار لاحتوائه على جسيمات كحبوب اللقاح والميكروبات.
وذكرت أن طرق الوقاية منه تتمثل في الحرص على غلق أبواب ونوافذ المنزل بإحكام، وتجنب التعرض للغبار إلا للضرورة القصوى، والحرص على ارتداء الكمامات ذات التصفية للهواء مع تغيرها باستمرار.
ونبهت صحة الشرقية مرضى الربو إلى خطورة الغبار، مشيرةً إلى أن كبار السن والأطفال المصابين بالربو هم الأكثر تأثرا بالغبار.
تسهيل حركة السير
استعد فرع وزارة النقل بالمنطقة الشرقية بكافة جهوده الاستباقية لإزالة الرمال المتجمعة على عدد من الطرق بالمنطقة وتسهيل حركة السير، وسلامة مرتادي هذه الطرق التي شهدت عاصفة رملية شديدة، وأدت إلى حدوث تجمعات رملية على عدد من الطرق.