وكأخصائي اجتماعي أتقبل العميل فردا أم جماعة أم مجتمعا كما هو وليس كما يجب.
شعرت بأنني أعزز من قيمة إنسانية ذهلت من نتائجها العظيمة في الحياة المهنية لذا قررت أن أطبقها أيضا في حياتي الخاصة.
بدأت أتقبل ذاتي بكامل تفاصيلها ثم انعكس ذلك على الآخرين من حولي
بشكل جيد بدأت أتقبل معتقداتهم وسلوكياتهم وثقافتهم الخاصة، أيضا طريقتهم المختلفة في التعبير كالصديقة العاجزة عن إرسال رسائل والبوح عما يختلج في صدرها، كما أنني أكاد أجزم بأنها ليست أقل حبا من صديقتي الأخرى ذات التعبير الفصيح عما يجول في صدرها.
لذا لتعيش حياة صحية تقبل ذاتك وأسع لتطويرها بشكل مستمر وتعرف على المزيد من الثقافات المختلفة، ذلك ضرورة حتمية لتقبل الآخرين فلن تستطيع تقبلهم ما دام داخلك في حالة فوضى وصراع.
الكثير من السلوكيات والمشاعر التي نحملها تجاه الآخرين وطريقة تفاعلنا معهم ما هي إلا انعكاس لذاتنا وفكرنا.
فالاستقرار النفسي يتحقق بالتقبل والتعايش مع ذاتك ثم ينعكس على الآخرين وبالتالي سوف تتحرر من الصراعات المختلفة.
لكل منا قيم ومعتقدات خاصة رسمت حدود التفاعل ورؤية الحياة بحد ذاتها.
فلابد أن نفهم الإطار الفكري الخاص لكل منا وقوة هيمنته ومن غير المنصف أن نعيد توازن وترتيب ذلك الإطار في فكره.
أن ندرك حقيقة السياقات الاجتماعية والرموز الخاصة لكل ثقافة قبل إلصاق الأحكام وكي لا تختلط المفاهيم ونسيء الفهم.
الحياة لن تأتي كما رسمتها ثقافتك، والآخرون ليسوا مدينين لك لتطبيق قيمك الخاصة ورؤيتك في الحياة.
من الجميل أن تتقبل أن ثقافتك ليست متميزة وأفضل من جميع الثقافات أو متخلفة.
ولحكمة ما الله خلقنا مختلفين فإذا كنت ترغب بأن تجعل العالم كله تحت سيطرة فكرك ستبقى عاجزا للأبد ولن تتقدم.
أشارككم ما قالته الأم تريزا «إذا بدأت بمحاكمة الآخرين على أفعالهم فلن يتسنى لي الوقت لكي أحبهم».
وكما قال غابرييل غارسيا ماركيز «لا تتوقع أن الجميع نفس أخلاقك وردود أفعالك نعم الطين واحد لكن الأرواح تختلف».
أخيرا لنعيش حياة صحية علينا أن نفهم أن الآخرين ولدوا في ظروف غير ظروفنا وفي بيئة غير بيئتنا ولهم تجاربهم الخاصة وإطارهم الفكري الخاص.
فالتقبل هو مفتاح لتجاوز الآلام والاستقرار النفسي والتقدم في المجتمع.
[email protected]