والمرأة التي تتزوج عالما مشغولا بعلمه أو أديبا عاشقا لأدبه قد تدفع شيئا من ضريبة الاقتران بهكذا زواج، وأسوأ الزوجات من تدفعها الغيرة أو سمها الحماقة إلى إلحاق الضرر بشريك ذنبه الوحيد أنه هاو للثقافة، وسابح في المعرفة، لذا أتفهم أن عددا من العلماء قضوا حياتهم بلا زواج واختاروا العيش (عزابا).
يظل التوازن والوسطية مطلوبة في الحياة بشكل عام فلا إفراط ولا تفريط، فعلى الأديب والمثقف ألا يكون منجرفا إلى كتبه فيذر زوجته كالمعلقة، ولا متحيزا إلى صاحبته فيمنع نفسه من متعة المعرفة ولذتها.
تزوج النحوي سيبويه من امرأة عشقته وكانت شغوفة بحبه، لكن سيبويه انشغل عنها بعمله والسهر على كتبه، فاستشاطت غضبا من إهماله وقررت الانتقام منه، فترصدت ذات يوم خروجه إلى السوق وأشعلت النار في كتبه، وحين عاد إلى المنزل وجد كتبه قد تحولت إلى رماد فأغشي عليه أسفا، ولما أفاق طلقها.
وقال أنيس منصور: كان لي صديق من علماء المدينة المنورة، اسمه إبراهيم العياشي ألف كتابا عن الحجرات أي الغرف التي كان يسكنها الرسول عليه الصلاة والسلام مع زوجاته، وأمضى في تحقيق أماكنها 20 عاما، وكانت امرأته تراه غارقا بين الورق ولا وجود له في البيت زوجا وأبا لخمسة أولاد فأحرقت الكتاب ليصاب بالشلل.
وقالت امرأة الفقيه محمد بن شهاب الزهري: والله لهذه الكتب أشد علي من ثلاث ضرائر!
والمرأة العاقلة من تكون قيمة ثقافية تضاف إلى زوجها، تعينه وتضحي لتكتب من الصابرات، لا أن ترتكب حماقة فتلاحقها لعنات التاريخ، وتنهشها سهام النقد.
* قفلة..
قال أبو البندري غفر الله له:
لا حلاوة لحياة بلا مرارة.. والزوجة (الصالحة ثقافيا) كنز!
@alomary2008