وقالت إنها بعد إنهاء الدراسة الثانوية، تخصصت في العلوم الطبية بجامعة الفيصل بالرياض، وكانت تجربة دراسية جميلة جدًا، وفي عامها الأخير بالجامعة، وبينما كانت تعمل على مشروع التخرج في مركز الأبحاث بأحد المستشفيات، وعند مرورها بقسم الأطراف الصناعية، شعرت بالانتماء إلى هذا العالم الذي تجهله، وأصبحت تذهب إلى قسم الأطراف الصناعية بعد انتهاء فترة عملها في مركز الأبحاث، ورغم أنها لم تكن تملك خبرة ولا معلومات، فإنها كانت تحاول الفهم والتعلم، الأمر الذي جعلها تتخذ خطوة التقدم للحصول على الماجستير في دراسة مجالي الهندسة والطب معًا، حيث رأت أنه مجال عظيم وبحر علمي واسع.
وأشارت إلى أنها درست الماجستير على حسابها الخاص، ورغم بعض المصاعب التي واجهتها في بداية التقديم بالمرة الأولى، فقد عادت للتقديم مرة أخرى، وتم الأمر بقبولها لتكون أصغر طالبة في الدفعة، وواجهت صعوبات كثيرة في الدراسة، وقضت سنة ونصف السنة في مكتبة الجامعة، ودرست واجتهدت ولما عادت للعاصمة الرياض، تقدمت للكثير من الوظائف بمختلف التخصصات، لكنها لم تُقبل في أي منها، فتوجهت للمبيعات الطبية وعملت فيها لثلاثة أشهر، لكنها لم تستطع الاستمرار في تلك الوظيفة.
أوضحت أنها شغوفة جدًا بالأجهزة الطبية التي تساعد الناس على الشفاء، أما المبيعات، فكان جل عملها بها هو الحديث عن الخسارة والربح، ولم تكن تلك هي البيئة التي حلمت بها طوال سنوات دراستها، لذلك ففي إحدى المقابلات الوظيفية، أوضحت ما تريد العمل به، وتم التصرف معها بكل احترافية وتعاون، وتم قبولها بالوظيفة التي تعمل بها الآن، وهي مهندسة صيانة أجهزة غسيل الكلى التي تُعد من أصعب الأجهزة الطبية؛ لما فيها من تأثير مباشر في حياة المريض.
وأشارت إلى أنها كثيرًا ما سمعت تساؤلات استنكارية عن عمل الأنثى كمهندسة صيانة، وكيف أنها كانت تمشي وتحمل معها حقيبة المعدات، وتتعامل مع جهاز وزنه أكثر من ٩٠ كيلوجرامًا، وحتى الآن عند ذهابها لأي مستشفى، ترى علامات التعجب على وجوه جميع الموجودين، كونها فتاة تعمل في صيانة الأجهزة، دون أن يدروا أن هذا هو شغفها الذي تستمتع به.