DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

تقليص تكاليف الزواج أهم السلوكيات الإيجابية في زمن الجائحة

الإجراءات الاحترازية أنقذت الكثيرين من الاستدانة لإقامة الحفلات

تقليص تكاليف الزواج أهم السلوكيات الإيجابية في زمن الجائحة
تسببت الإجراءات الاحترازية التي فُرضت في زمن الجائحة، في اقتصار حفلات الزفاف على المقربين من أفراد عائلتي العروسين، وإقامة تلك الحفلات في المنازل بدلًا من القاعات، وهو ما عاد بفائدة كبيرة على الزوجين، حيث انخفضت تكاليف الزواج بشكل كبير، ولم يعد الزوج يلجأ إلى الاستدانة أو الاقتراض لسداد تكاليف الحفل، ما دعا الكثيرين إلى المطالبة بتغيير عادات البذخ والإسراف في الزواج، والإفادة من تلك الميزة الكبيرة التي كشفت عنها الإجراءات الاحترازية، بينما تصر بعض الفتيات المقبلات على الزواج على التمسك بإقامة الحفلات الباذخة، أسوة بصديقاتها.
تأثير مباشر
يقول الأخصائي الاجتماعي محمد الحمزة: أثرت جائحة كورونا بشكل مباشر في تكاليف إقامة حفلات الزفاف، من تأجير قاعات الأعراس، وما تشهده من ولائم ووجبات، وإعداد وإرسال الدعوات إلى الضيوف، وغيرها مما كان يكلف البعض أموالًا قد يقضي عمرًا في توفيرها، فكم عانى الجميع التكاليف الباهظة لهذه الحفلات، وكم سببت من مشكلات وإحراج للطرفين وأهلهما، وكم أدى التفاخر ومجاراة الآخرين إلى التنافس على نفقات غير محمودة، وصرف مبالغ طائلة، والضغط على ميزانيات الأسر، والاضطرار للدين والقروض في كثير من الأحيان، والتسبب في مشكلات أكبر خاصة لمتوسطي الدخل.
اختصار الحفلات
وأضاف: الحفلات الصغيرة اليسيرة التي أقيمت خلال جائحة كورونا كانت فرصة لطرح مبادرة لاختصار حفلات الزواج، فكانت الحفلات محدودة حسب الدعوات الإلزامية للإجراءات الاحترازية، والأوامر النظامية الرسمية التي حددت أعداد المدعوين للحفلات والتجمعات، ورأينا -ولله الحمد- الرضا والقبول من الجميع، وتأكدنا أنه من الأفضل أن نطبق هذا دائمًا، وأن نشجع مبادرات اختصار حفلات الزواج مستقبلًا للغني والفقير، ولكني أخشى بعد انجلاء الغمة، أن يعود الناس إلى التفاخر والإسراف والتبذير والمبالغة في الحفلات.
مبادرات إيجابية
وأكد أن تشجيع المبادرات الإيجابية التي تستنهض الجميع لمثل هذه الحفلات البسيطة يتطلب تسليط الأضواء على ذلك من قِبل الإعلاميين الناصحين المخلصين، ومن الخطباء، والمبادرة الحميدة من الوجهاء والأغنياء في اختصار حفلات الزواج؛ ليكونوا قدوة لسائر المجتمع، كما تبادر مجالس الأسر والقبائل إلى تبني هذا الطرح، ولربما يكون لدى البعض قناعة بهذه الاحتفالات المختصرة، لكنهم لا يجرؤون على المبادرة خشية اتهامهم بالبخل، ولو كان هناك تشجيع لهذا الأمر من المجالس الأسرية من خلال مواثيق مكتوبة فيما بينهم، وتشجيع من إمارات المناطق لزال هذا الهاجس.
تكاليف مضاعفة
وتابع: نسمع عن تذمر الكثير من الشباب والعائلات من مشقة وتكاليف الزواج، وفي ظل الأزمة والظروف الاقتصادية، فمن باب أولى أن ندعو إلى اختصار حفلات الزواج؛ ليكون حضورها بالعشرات بدلًا من المئات، فتكاليف حفلات الزواج لدينا تتجاوز قيمة المهر خمس مرات أو تزيد، ما يدعونا جميعًا لأن نشجع هذا الاختصار، وقد عايشنا الحفلات المختصرة في هذا الوقت، ورأينا فيها الراحة للجميع، وهي فائدة لمسناها في أزمة كورونا، يمكن أن ننطلق منها لتغيير بعض العادات والتقاليد التي قيدتنا فترة من الزمن.
عادات مستجدة
وعن العادات الاجتماعية الجديدة بسبب كورونا، يرى الأخصائي النفسي أحمد العازمي أنه من الملاحظ وجود عدد من العادات الاجتماعية المستجدة بسبب الجائحة، بعضها يصعب التكيف معه، قائلًا: هناك عادات يصعب تطبيقها والتكيف معها، ولكن يمكن تطبيقها بشكل مؤقت، وقد يستطيع البعض التكيف معها في المستقبل، مثل التباعد الاجتماعي، وعدم المصافحة، وغسل الأيدي باستمرار، وتعليم الأبناء عن بُعد، كما أن هناك عادات سهلة التطبيق والتكيف معها، مثل لبس الكمامات، وغيرها من السلوكيات البسيطة السهلة.
تكوين الأسرة
في حين ترى مدير عام الوقاية والأبحاث في برنامج الأمان الأسري الوطني ورئيس مجموعة شباب الأمان، د. فاطمة الشهري، أن تكوين الأسرة هو السلوك الطبيعي لاستمرار الحياة، والعامل الأساسي للاستقرار النفسي، ولكن الأمن الأسري يتحقق عندما تتحقق المحاور الأساسية في العلاقة، مثل الاحترام والتقبل والتقدير وتبادل المنافع بطريقة صحية لا تخل بدور أو حقوق أحد الطرفين، كما أن الجائحة لها مزايا وعيوب، والزواج هو إحدى النواحي التي تأثرت بشكل أو بآخر بهذه الأزمة.
تقاليد غريبة
‏ويقول المواطن محمد الغامدي: للأسف حفلات زواجنا بها الكثير من البذخ والتكاليف التي يمكن أن تعطل الشباب عن الزواج، تختلف العادات والتقاليد داخل المملكة ولا تعمم هذه القصص على جميع المناطق، ولكني أذكر أن أحد زملائي في العمل قال لي إن زوجته لم تحضر حفل زواجهما، فتوقعت أنها تعبت أو حصل لها ظرف طارئ، لكني فوجئت بأنها عادات وتقاليد تقضي بحضور الكل من طرفي حفل الزواج، وبعد انتهاء الحفل تكون هي موجودة في بيت زوجها، ويستطيع الزوج الذهاب إلى رؤيتها.
عزوف الشباب
‏وأضاف: التكاليف كانت وما زالت سببًا رئيسًا في عزوف الشباب عن الزواج، فغير المهر والبيت والأثاث، تأتي تكاليف حفل الزواج غير المبررة، فمعدل تكاليف الزواج بالشكل الاعتيادي تكون في حدود ١٥٠ ألف ريال، وهذا يختلف طبعًا من منطقة لأخرى بسبب أسعار القاعات وعدد الحضور، وغير ذلك من الإجراءات، وأتذكر في زواجي أن التكاليف كانت مرتفعة جدًا، واقترحت أن أعطي زوجتي ١٢٠ ألف ريال كجزء من تكاليف الحفل، من قاعة وعشاء وكوشة وطقاقة وتزيين ورود وتصوير، غير قسم الرجال، لكنها رفضت بحجة أن هذا يوم عمرها وفرحتها، رغم أن الحفل كان كبيرًا، وحضره أكثر من ٥٠٠ شخص.
تغير للأفضل
وتابع: ‏صديق لي سيتزوج قريبًا كان موعد حفل زفافه يوم ١٨ فبراير، لكن بسبب إغلاق قاعات الأفراح لمنع انتشار كورونا تم تأجيل الحفل، وقال إنه عرض على زوجته اختصار الحفل بين الأهل فقط، لكنها رفضت بحجة أن صديقاتها تزوجن بحفلات جميلة، وأنها ليست أقل منهن، وهكذا، ما زالت نظرة البعض تتعلق بتقليد الغير، بينما لا بد أن تكون الظروف المحيطة سببًا في تغيير قناعاتنا وعاداتنا، وكثير من أقاربي أعلنوا زواجهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي فقط، وأقاموا حفلًا مصغرًا في البيت، فلا بد من التعايش وتغيير السلوك للأفضل.
شعور مختلف
وأوضحت المواطنة ‏غرام الشهري أنها حضرت زواجين رائعين في زمن كورونا، قائلة: كان الحفل مُختصرًا وجميلًا وبسيطًا وعائليًا، وله شعور مختلف مقارنة بالزواجات المتعارف عليها، والمكلفة جدًا بدون فائدة، وليس هناك أجمل من البساطة والهدوء والتجمع العائلي، وكورونا علمتنا هذه الأشياء التي لم يكن لدينا فكرة عنها، ولكن معايشتنا للجائحة جعلتنا نكتشفها.
زواج مختصر
وقالت المواطنة شهد الحربي إنها من المؤيدين لاقتصار حفلات الزفاف على الأهل حتى من قبل كورونا، مؤكدة أن العروس هي المستفيد الأول من ذلك، قائلة: في السابق كانت العروس تجلس بالساعات في غرفة مغلقة، وتُزف لمدة ٢٠ دقيقة فقط ثم ينتهي الحفل، بينما يدفع زوجها مبالغ طائلة مقابل هذه الدقائق، بينما سيكون الزواج جميلًا لو اقتصر على من تحبهم وتسعد بهم من عائلتها، وتصبح فعلًا ليلة الفرح والسعادة، خاصة مع توفير المال بدلًا من الديون في مقتبل الحياة، أما المتبقي من المال فمن الأولى الاستفادة به من قِبل الزوجين.