الاستنكار الذي لقيه عدوان جماعة الحوثي الإرهابية على مطار أبها الأربعاء الماضي أكد انكشاف حقيقة سعي هذه الجماعة المأجورة لتحقيق أهداف جهات ذات مطامع في المنطقة ونهب خيرات اليمن الشقيق، ومحاولة إظهار الانقلاب على الشرعية كأنه فعل يمني مستقل وليس تدخلاً خارجيًا يوظف هؤلاء لتحقيق مصالحه وأطماعه في اليمن وفي المنطقة والعالم تمامًا كما يفعل في دول عربية أخرى ما زالت تدفع ثمن مؤامراته وأطماعه وانخداع زعامات طائفية فيها بادعاءاته العمل لحماية مصالحها وحقوقها رغم أنها تحظى بكافة حقوق المواطنة في بلادها دون تمييز ولا تفريق، وهو يحاول في نفس الوقت تضليل الرأي العام العالمي، والادعاء أن ما تقوم به هذه العصابة ليست حربًا بين الحكومة الشرعية وعصابة إرهابية كما هو الواقع، بل تصوير جهود التحالف العربي والإسلامي لنصرة الحكومة الشرعية ومساعدتها على بسط سلطتها ونشر الأمن في بلادها وكأنها تدخل خارجي ضد إجماع دول العالم الذي لم تشذ عنه سوى دولة واحدة هي التي تمول العدوان وتقود التحريض عبر أفراد هذه العصابة ومثيلاتها في بعض دول المنطقة التي تدفع من أغرتهم من أبنائها للعمل ضد بلادهم ومجتمعاتهم بزعم حمايتها لهم وحرصها على مصالحهم، بينما هي تسعى لتوظيفهم لتحقيق أطماعها، وهي ادعاءات لم تعد تخفى على أحد، بل أصبحت واضحة للجميع حتى لبعض من خدعتهم فترة من الوقت عدا فئة قليلة أعماها التعصب عن رؤية الحقائق الساطعة والتي تؤكد نفسها يومًا بعد يوم، وهو ما تشهد به الاحتجاجات على التدخل الخارجي في دول شقيقة طالما انخدع أبناؤها بهذه الادعاءات، كما يظهر أيضاً في الإجماع الدولي بما في ذلك الدول الكبرى على استنكار الاعتداءات على المملكة والتهديدات لدول الجوار.
ورغم هذا الاستنكار الذي تجمع عليه دول العالم فما زالت العصابة مصرة على إرسال مزيد من الطائرات المسيرة المحملة بالمتفجرات والصواريخ البالستية التي استطاعت الدفاعات الجوية لبلادنا تدميرها ومنعها من تحقيق أهدافها وذلك يؤكد أن كل المحاولات الدولية والإقليمية للحلول السلمية ستذهب سدى ما لم تتم محاسبة رأس الأفعى الذي يحرض العصابة الطائفية في صنعاء للعدوان على المنطقة وعلى الشعب اليمني الذي يدفع من أرواح أبنائه ومقدراته ثمن صلف العصابة وإصرارها على اتخاذ المواطنين في المناطق التي تحتلها دروعًا بشرية لاستمرار عدوانها، بينما تقوم المملكة من خلال صندوق الملك سلمان للإغاثة وغيره من المنظمات الإنسانية بتقديم العون والمساعدات لضحايا الحرب في كافة أنحاء اليمن حتى في المناطق التي يسيطرعليها المتمردون.
لقد رحبت المملكة بكافة الجهود الساعية لإنهاء الحرب عبر حل يمني يمني دون تدخل خارجي يعيد إلى اليمن أمنه واستقراره، ويحافظ على ما تبقى من البنى التحتية من الموانئ والمطارات والمدارس التي كان للمملكة الدور الأكبر في بنائها وتشغيلها، بينما لم تقدم الدول التي يعمل هؤلاء على تنفيذ أوامرها ومخططاتها لليمن إلا القتل والخراب والدمار، مما يؤكد أن الشعب اليمني الشقيق والمنطقة والعالم سيظل يعاني من شر هؤلاء واعتداءاتهم ما لم يحسم الموقف الدولي أمره بوضع حد لهذه المؤامرة بكل السبل المتاحة ويعاقب هذه العصابة ومن يقف وراءها، وما لم يعرف هؤلاء أن صلفهم وعنادهم سيقودهم إلى هزيمة منكرة تلوح آفاقها من خلال الاستنكار والشجب الذي أجمع عليه العالم لاعتداءاتها على المملكة وتهديدها للسلم العالمي، عندها ربما يدرك هؤلاء أن ما يقومون به من عدوان يظنونه يحقق مصالحهم وأطماع محرضيهم إنما هو سير على طريق الهزيمة والانتحار وإن غداً لناظره قريب.
Fahad_otaish@