أحد أهم أسباب حدوث هذا الانحراف، الذي يعاني منه البعض بصمت هو أسلوب التربية المتبع داخل بعض الأسر بوعي أو بغير وعي، فالمعروف الأطفال يقومون بتقليد الكبار المحيطين بهم من خلال ملابسهم ومصطلحاتهم، فالأولاد يقلدون آباءهم من حيث اللبس والمصطلحات، وبالتالي يأخذون دورهم الاجتماعي المأمول منهم في المستقبل، ويأكدون هويتهم الجنسية كرجال من آبائهم أو إخوانهم الكبار، والبنات يقلدن الأم والأخوات الكبريات وهذا هو الطبيعي، لكن التشبه يحدث إذا اختلفت تلك المعادلة وأصبح هناك تقمص في الأدوار مع تعزيز ذلك الدور، الذي قام به الطفل عن طريق الصدفة أو عن طريق التسلية أو عن طريق شد انتباه الوالدين نتيجة ما سمعه عن تمني الأم بأنها أنجبت بنتا أو عن طريق الأب، الذي تمنى إنجاب ولد، تكرار مثل هذه الكلمات على مسامع الطفل حتى إن كانت بطريقة مباشرة وغير مباشرة من خلال الألعاب، التي يحصل عليها والملابس وتزين الطفل الذكر بمساحيق التجميل، وارتداء البنت ملابس تخص الأولاد، فالطفل يترجم تلك العبارات والأفعال إلى أنه منبوذ من الأم أو الأب بسبب هويته الجنسية، فيميل إلى التشبه حتى يتقرب إلى مَنْ نبذه من الأم أو الأب.
ولعلاج تلك المشكلة لدى الأطفال، علينا نتبع معهم أسلوب القمع وهو رفض بحزم وجدية تلك الأفعال وعدم التفاعل معها وادماجهم في نشاطات اجتماعية تناسب هويتهم الجنسية، والتأكيد على هويتهم الجنسية من خلال تفاعلنا معهم. أما علاج تلك المشكلة لدى الكبار فهي إعادة بناء الثقة بأنفسهم وإعادة إحساسه للاحترام لهويتهم الجنسية الصحيحة، وفرض السيطرة على بيئته الاجتماعية المحيطة واتباع برنامج علاجي سلوكي مع مختص.
وفي الأخير، حياة أبنائكم من صنع أيديكم، فاحذروا مما تصنعون بأيديكم.
@mohammed_alawam