وأوضح أن الكثيرين لا يرون فارقًا بين العزلة والوحدة، لكن الوحدة هي شعور بالحزن أو الضيق بسبب كونك بمفردك، أو الشعور بالانفصال عن العالم من حولك، وقد نشعر به أكثر على مدى فترة طويلة من الزمن، ويمكن أيضًا أن تشعر بالوحدة حتى عندما تكون محاطًا بالناس، ويمكن أن تكون الوحدة أيضًا نتيجة لتجربة اعتلال الصحة العقلية.
أما العزلة فهي الانفصال عن بيئتك، وعن الأشخاص المحيطين بك، يحدث هذا أحيانًا من خلال القرارات التي نتخذها بأنفسنا، أو بسبب ظروف الحياة والأحداث، مثل فقدان أحد الأحبة على سبيل المثال، أو القيام بعمل يتطلب السفر أو الانتقال، أو التقاعد أو الحواجز الثقافية أو اللغوية، والعزلة الاختيارية بمثابة جسر يقودنا إلى الإبداع والإنتاجية، وبالتالي يوجد فارق كبير بين العزلة والوحدة.
وأضاف «صالح» إن العزلة تجعل الإنسان أكثر تركيزًا، وبالتالي أكثر إبداعًا، فالتعاون هو مفتاح الإبداع، وتعاون العقل على العزلة والإنتاجية يُحدث ما يسمى «الإبداع الاستثنائي»، وأثبتت الدراسات أن المبدعين الاستثنائيين أكثر عرضة للعزلة.
واستكمل حديثه قائلًا: العزلة جزء مهم وطبيعي من الوجود البشري، وهي أيضًا ضرورية لإنتاج أفضل عمل إبداعي لدينا، فقد أنتجت أعظم الأعمال خلال الفترات التي قضاها الفنانون والعلماء وهم منعزلون عن العالم الخارجي، لذلك فقد تكون العزلة أحد الأسباب المهمة التي تُعزز الإبداع، ففي الموسيقى مثلًا، العزلة هي المادة الخام التي يمكن أن تكون ذات فائدة عظيمة فقط، وقد يكون العمل أكثر صعوبة مما كان عليه في الاستديو، ولكنه سيكون أيضًا أكثر إنتاجية عندما تكون بمفردك، كما أن مجموعات العصف الذهني تولِّد أفكارًا أقل عددًا من الأشخاص الذين يعملون بمفردهم.
لذلك يمكن للعزلة أن تكون منتجة فقط إذا كانت طوعية، وإذا كان بإمكان المرء تنظيم عواطفه بفعالية، وإذا كان بإمكانه الانضمام إلى مجموعة اجتماعية عند الرغبة، والحفاظ على علاقات إيجابية خارجها؛ أما عندما لا يتم استيفاء هذه الشروط، فستكون العزلة أمرًا ضارًّا.