DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

الحيوانات النافقة.. خطر بيئي يتطلب وقفة مجتمعية بالأحساء

مطالبات بضرورة تكثيف التوعية ورصد ومعاقبة المخالفين

الحيوانات النافقة.. خطر بيئي يتطلب وقفة مجتمعية بالأحساء
حذر مختصون ومواطنون من خطر إلقاء الحيوانات النافقة بشكل عشوائي في أماكن عامة، مما قد يكون سببا في نقل الأمراض إضافة لانبعاث روائحها الكريهة وإزعاجها للزوار ومرتادي أماكن الصحراء والتنزه والمزارع والأماكن السياحية، ومنها جبل الأربع الشهير في محافظة الأحساء، مطالبين بأهمية اتباع الإرشادات والتعليمات الهامة والتواصل مع الجهات ذات العلاقة لنقل النافق منها بطريقة صحيحة.
وطالبوا في ندوة «اليوم» عن بعد الجهات المختصة بضرورة زيادة عدد حاويات النظافة، وتكثيف حملات التوعية لمرتادي البر والأماكن العامة، وتنفيذ حملات رقابية لرصد المخالفين ومعاقبتهم لردع ضعاف النفوس. مؤكدين أهمية دفن الحيوانات النافقة في حفر عميقة بعيدة عن مصادر المياه الجوفية والآبار ووضع مادة الجير عليها لتلافي تصاعد الغازات السامة.
الرابطة البيئية: حرص على سن القوانين والأنظمة
أكد عضو رابطة شمال الأحساء البيئية بخيت العواد، أن الحيوانات النافقة خطر يهدد بيئتنا وأن رميها سواء كان في العراء أو في حاويات النفايات الصلبة أو حرقها بصورة عشوائية يُعد خطرًا أكثر ضراوة على البيئة والصحة والزراعة والاقتصاد، لما يسببه من تكاثر الحشرات التي تنقل الأمراض والأوبئة، كما أنها تكون مصدرًا للروائح الكريهة المزعجة، كما أن رميها في الحاويات المخصصة للنفايات الصلبة يُعد من المشكلات التي تواجه البيئة.
ولفت إلى أن حكومة خادم الحرمين الشريفين أولت الاهتمام المنقطع النظير وسنّت القوانين والأنظمة التي تنمّي البيئة وتزيدها جمالًا وسنّت العقوبات والمخالفات التي تحد من انتشار الظواهر المُخلة بالبيئة، وبيّن أن رمي الحيوانات النافقة والتخلص منها مشكلتان تواجهان مرتادي المناطق البيئية وصغار مربي الماشية وصغار المزارعين وتتطلبان أنجح الحلول.
زيادة الوعي ينشط السياحة
قال المرشد السياحي حسين القطيفي: من المؤسف أن نشاهد أثناء الجولات السياحية بالأحساء تزايد كميات المخلفات البلاستيكية والأطعمة والحيوانات النافقة وغيرها؛ مما يجعل السائح يوجّه اللوم للجهات المختصة ويلوموننا نحن في ذلك، مؤكدًا أنها تشكّل معضلة كبيرة جدًا قد تعود بالأثر السلبي على البيئة وعلى السياحة بصورة كبيرة جدًا تؤدي إلى عزوف الزائرين والسياح عن منطقتنا التي تحمل الإرث الثقافي والحضاري والتاريخي، وهذه الحالة توجب فرض حلول ووسائل متعددة وفرض غرامات مالية على مَن يتعمّد عمل ذلك متجاهلًا دور المؤسسات والمنظمات الحكومية التي تعمل ليل نهار للظهور بمظهر لائق، وطرح برامج توعوية وزيادة أعداد المتطوعين للمساهمة في زيادة الوعي وتبيان أهمية ذلك للإنسان في الأحساء وإدخاله في المنظومة حتى يستشعر الأهمية في ذلك.
تغذية الضباع والنسور بالمحميات
ذكر قائد فريق أصدقاء الحياة الفطرية بالأحساء أحمد بو خمسين، أن رمي الحيوانات النافقة بغير أماكنها يرسم لوحة بشعة في المكان وروائح كريهة جدًا تسبب الأذى والأمراض لمرتادي تلك الأماكن. مبينًا أن الحل يكمن في دفنها تحت التراب، لتتحلل إلى عناصر طبيعية تفيد بقية أشكال الحياة الأخرى كالنباتات مثلًا، كما يوجد حل آخر ممكن أن تطبقه الجهات المسؤولة وهو أن يتم إعادة إطلاق الحيوانات التي كانت موجودة سابقًا وتتغذى على الجيف مثل الضباع أو النسور في المحميات كمحمية الأصفر، ويتم وضع حاويات كبيرة ليرمي أصحاب المواشي والخيول الجثث فيها، ويتم إلقاء هذه الجيف بشكل يومي إلى الضباع والنسور لتقتات عليها بشكل طبيعي، بهذا الحل نستطيع ضرب عدة عصافير بحجر واحد، فنحن تخلصنا من الجيف والأوبئة التي قد تنتج من رميها بشكل عشوائي وأعدنا تأهيل الحيوانات التي انقرضت سابقًا ووفرنا لها الغذاء.
الرفق بالحيوان: حرق الجثة في حفرة بعمق متر
بيّن عضو مجلس إدارة جمعية رحمة للرفق بالحيوان والمتحدث الرسمي حمزة الغامدي، أن الطرق الصحيحة للتخلص من الحيوان النافق عديدة ولكن أسهلها هو حرق الجثة في حفرة بعمق متر على الأقل ثم ردمها، ويشترط أن تدفن الجثة في مكان مرتفع حتى لا تتسرّب جزيئات الجثة للمياه الجوفية وتنتقل العدوى عبرها للإنسان والحيوان، كما يجب أن يتم اختيار موقع بعيد عن العمران والسكان وحتى عن مسكن الحيوانات الأخرى بمسافة كافية تقريبًا ٩٠ مترًا، وألا يتجاوز المدفن مساحة ١٠٪؜ من المساحة المملوكة لصاحب الأرض إذا كان عدد النفوق لديه عاليًا، كما نصت عليه لوائح الإدارة العامة لصحة البيئة التابعة لوزارة الشؤون البلدية.
ولفت إلى أن درجة الحرارة الكافية لتدمير الفيروسات والبكتيريا والأمراض المعدية هي 133 مئوية، لمدة ٢٠ دقيقة في أفران خاصة، أما في الهواء الطلق فيجب التأكد من احتراق كامل الجثة، وإذا كان الحيوان النافق كبيرًا فقد يحتاج إلى شق الأمعاء قبل الحرق للتأكد من حرق جميع الأجزاء، وللمزيد من الحرص يمكن تغطية أرض الحفرة بالجير الحي ثم دفن الحيوان النافق بعد حرقه. وأوضح أنه في حالة الاشتباه بوجود مرض مُعدٍ فيجب الاتصال بوزارة البيئة والمياه والزراعة مباشرةً حتى يتم التخلص من الحيوان النافق بشكل أكثر أمانًا.
بؤرة لتكاثر الحشرات والذباب
أوضح البيطري محمد العيد أن رمي الحيوانات النافقة في أماكن مختلفة وبشكل عشوائي أصبح أمرًا مزعجًا للكثير يتطلب تعاون الجميع، لافتًا إلى أن رميها بشكل عشوائي يكون له أثر سلبي على البيئة المحيطة ويتسبب في تكاثر الحشرات والذباب على الجثة بشكل كبير، والتي ربما تكون عاملًا هامًا في نقل الأمراض، وهو ما يتطلب تجنب الجلوس في مثل تلك الأماكن، كما أن وجود تلك النوافق من الحيوانات تصدر روائح كريهة تكون سببًا في إيذاء المجتمع. مضيفًا إن من أهم الحلول لمواجهة هذه المشكلة والقضاء عليها هو أهمية التواصل مع الجهات المعنية، والتي وضعت الأرقام المخصصة لنقل النافق من الحيوانات بدلًا من الرمي العشوائي.
«الري»: 18 فرقة ميدانية ترصد المخالفين
أشار مدير الاتصال المؤسسي والمتحدث الرسمي بالمؤسسة العامة الري هشام الثنيان، إلى رفع 1.035.551م أنقاضًا خلال 2020م، و1098 حيوانًا نافقًا. وأوضح أن وحدة الإشراف الميداني بالمكاتب الميدانية، «المنصورة، الحارة، جليجلة»، التابعة لفرع محافظة الأحساء، وكجهة مشرفة على نظافة الواحة الزراعية تتابع مقاول مشروع إزالة ونقل المخلفات، ومن يقوم برمي تلك المخلفات في غير مواقعها المخصصة، ويتم بحقه تطبيق الأنظمة واللوائح المعمول بها بالمؤسسة تجاهه.
وقال: إن المؤسسة ترصد المخالفين والمعتدين على أحرامها والعابثين بالواحة الزراعية في الأحساء من خلال فِرق الإشراف الميداني التابعة للمؤسسة والتي تتواجد داخل النطاق الزراعي طوال الأسبوع وبمعدل 18 فرقة ميدانية. وأكد أن المؤسسة أولت ملف نظافة الواحة والبيئة الزراعية والمحافظة عليها أهمية خاصة، باعتماد وتشغيل عدد من عقود نظافة الواحة ليشمل جميع المناطق الزراعية التابع لها للارتقاء بنظافة الواحة، وعمدت المؤسسة إلى تقسيم النطاق الزراعي إلى ثلاثة قطاعات.
وأضاف إن المختصين بالمؤسسة يتابعون الحاويات الخاصة بالمؤسسة للمحافظة عليها من الملوثات البيئية، وإزالة الأنقاض والمخلفات العشوائية داخل القطاع الزراعي وتسهيل الطرق على المزارعين. كما تعمل المؤسسة على برنامج صيانة المصارف والطرق الزراعية بالواحة، إضافة إلى إزالة اللوحات الإعلانية المخالفة التي توضع بشكل عشوائي في أحرام المؤسسة.
تحلل «البلاستيك» يتطلب مئات السنين
قال المواطن أيمن المسحر: يقصد كثير من الناس بر المطار «مطار الملك فهد»، ولكن نشاهد مناظر لا ترضي النفس، وهي المخلفات الكثيرة التي ترمى من قبل المتنزهين، والتي تسبب أضرارًا صحية وبيئية، كما تجذب الكلاب الضالة، وهو يُعد قلة وعي من قبل البعض. ولفت إلى أن النفايات البلاستيكية تظل مئات السنين لكي تتحلل، وتواجدها يضر بالبيئة برمتها، ويمكن أن تقوم الدواب مثل الجمال أو الطيور بأكلها ما يصيبها بأضرار صحية وقد تتسبب في نفوقها.
وأوضح أنه كثيرًا ما يلاحظ وجود الأكياس البلاستيك مخيّمة على بعض الأشجار البرية، مما تسبب بموتها مع مرور الزمن، لذا يجب على المتنزهين أن يهتموا بنظافة البر، وأن يلقوا بالنفايات في الحاوية، حفاظًا على البيئة وحمايتها من التشوه الحضري. مناشدًا الأمانة بوضع حاويات كبيرة حتى يرمي المتنزهون مخلفاتهم فيها، إضافة إلى تكثيف الحملات التوعوية البيئية.
المجلس البلدي: تحويل «جبل الأربع» إلى محمية
لفت رئيس المجلس البلدي د. أحمد البوعلي، إلى أن جبل الأربع له أهمية تاريخية وثقافية في المنطقة وذكره الشعار في أكثر من مناسبة، ولكن لم يحظَ بالاهتمام الكافي، وقد سبق لنا في المجلس أن قمنا بطرح أهمية تحويله إلى محمية طبيعية وسياحية، خاصة أن الأحساء لا توجد فيها محميات، لافتًا إلى أنه تم تسليم المكان إلى قطاع خاص لفترة معيّنة لتقديم بعض الخدمات وهذا شيء جيد، إلا أن السلوكيات التي نراها من البعض غير جيدة وخاصة بمستوى النظافة.
ودعا د. البوعلي إلى مشاركة المجلس في أهمية عمل مبادرة توعوية وحملة للنظافة من قِبَل الفرق التطوعية بالتنسيق مع الأمانة للمحافظة على البيئة. مع الحرص على استشعار المواطن المسؤولية تجاه الوطن.
أمانة الأحساء: جدولة أعمال النظافة
أوضح المتحدث الرسمي لأمانة الأحساء خالد بووشل، أن الأمانة تعمل وفق جدولة لأعمال النظافة في النطاقات العمرانية، وتعمل خارج النطاق في المناطق المفتوحة القريبة من النطاق العمراني وفق بلاغات المواطنين التي يتم العمل على تنفيذها حسب الأولوية، وبالتنسيق مع الجهات المعنية. وأكد أن «الأمانة» تهيب بكافة المواطنين بالمحافظة على النظافة العامة ورفع مستوى القيمة البيئية وعدم رمي المخلفات والحيوانات النافقة بشكل عشوائي، لاسيما أن أماكن الفضاء يرتادها العديد من المتنزهين.
تصرف مخالف يتطلب العقوبة
لفت المواطن جابر العوامي إلى كثرة المخلفات في فصل الشتاء ببر المطار، مبينًا أن هناك عدة أسباب وراء ذلك منها عدم احترام الأنظمة والإرشادات، أو لغياب حاويات النظافة، فيما يعتقد البعض أن هناك مَن سيقوم بتنظيف المكان خلفه، فلا يبالي من إبقاء المخلفات على الأرض، ولكن هذا تصرّف غير حضاري وغير مسؤول، وقد يكون رمي المخلفات بجهل ودون وعي من مخاطرها على البيئة، وهذه الفئة بحاجة إلى توعية وتثقيف، كما توجد فئة تتعمّد إهمال النظافة وحماية البيئة نتيجة مشاكل داخلية.
وأضاف العوامي: عند دخول المرتادين من البوابة الأولى لبر المطار والتي تقع بعد التفتيش، يشاهدون جثث الحيوانات النافقة، والتي بعضها تم حرقه، إضافة إلى الروائح العفنة، خصوصًا عند الخزانين بسبب هذه الجثث، لافتًا إلى أن تلك الحيوانات في الأغلب نفقت بسبب أمراض، ومن الممكن أن تأتي حيوانات أخرى برية أو أليفة لتتغذى عليها أو تقترب منها، وقد يؤدي ذلك إلى انتقال المرض والعدوى للحيوانات، ثم إلى البشر. مناشدًا الجهات المختصة بتحديد أماكن لدفن المخلفات الحيوانية وفرض غرامات على المخالفين.
تلوث المياه الجوفية بالمواد الضارة
أكد م. الكيميائي حسين الحجري، أن رمي المخلفات البلاستيكية تسبب تلوثًا بصريًا غير حضاري وبيئي. مشيرًا إلى أن المواد البلاستيكية تحتاج من 500 إلى 1000 عام لتتحلل، وهذا يعني أننا إن لم نحسن تدويرها فسيتجمع لدينا أطنان منها. كما أنها تمنع الأعشاب والنباتات من النمو، وتحجب ضوء الشمس عن التربة، مما يفسدها ويقتل كافة الحشرات الحية فيها، ويحدث خللًا في تكوينها البيولوجي. وقال الحجري: يمكن للبلاستيك المدفون في أعماق مكبات النفايات أن يسرّب المواد الكيميائية الضارة مثل «الديوكسين، الفثالات، كلوريد الفينيل، ثنائي كلوريد الإيثيلين، الرصاص، الكادميوم، والمواد الكيميائية السامة الأخرى»، إلى المياه الجوفية التي يمكن أن تصل إلى الإنسان بطريقة أو بأخرى، محمّلة بمواد مضرة عديدة، تسبب خللًا في البيئة، وتهدد صحة الإنسان.
توصيات
تنظيم مبادرات توعوية
شن حملات نظافة تطوعية
فرض غرامات على المخالفين
تحديد أماكن لدفن المخلفات الزراعية
التواصل مع الجهات المختصة للتخلص من النوافق
إعادة إطلاق الحيوانات آكلة الجيف في المحميات
إيجاد أجهزة إدارية مختصة بجمع الحيوانات النافقة
حرق الجثث بطرق علمية تتوافق مع الأنظمة البيئية