النعرة العنصرية المرفوضة كانت منتشرة بل سادت في الجاهلية، وكان للتقسيم الطبقي دور بارز، فهذا من طبقة السادة وذلك من طبقة الفئات الدنيا.
هذا المبدأ الجاهلي مرفوض دينيًا وإنسانيًا وأخلاقيًا، حتى التباهي بالغنى، وكذلك الذي يصر على «أصيل وغير أصيل، وغيرها» وكلها موازين فارغة لعقول فارغة تخلق العنصرية وتسبب شعور الكثير بالدونية تحت وطأة هذه التفرقة الظالمة.
سيد البشر في خطبة الوداع يخاطب أمته: «يا أيها الناس إن ربكم واحد وإن أباكم واحد، لا فضل لعربي على أعجمي ولا لعجمي على عربي، ولا لأحمر على أسود ولا لأسود على أحمر إلا بالتقوى».
ومن تطبيقات الرسول «صلى الله عليه وسلم» لمبدأ المساواة عندما ثبت ارتكاب المرأة المخزومية جريمة السرقة، مما استوجب توقيع الحد عليها، لجأت قريش إلى أسامة بن زيد ليشفع لها عند الرسول «عليه الصلاة والسلام»، حتى يتجاوز عن إقامة الحد، لما لأسرتها من مكانة ورفعة، من رسول الله، قال «صلى الله عليه وسلم»: «أتشفع في حد من حدود الله يا أسامة؟ إنما أهلك الذين من قبلكم أنهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه، وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد، وأيم الله، لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعتُ يدها».
وهذا بلال أول مؤذن في الإسلام، وذكر التاريخ أن الخليفة عمرو بن العاص «رضي الله عنه وأرضاه» أرسل الصحابي الجليل عبادة بن الصامت الصحابي الجليل أسود اللون، على رأس وفد للتفاوض مع المقوقس عظيم القبط، فاستاء المقوقس وطلب من الوفد أن يفاوضه غيره، فرفضوا، لأن الأمير أمره عليهم وهو أفضلهم رأيًا وعلمًا.
المبادئ الإسلامية والقيم كالتسامح والتعايش بين جميع الأطياف والمذاهب المختلفة تحتم العدل والمساواة والتعاون والبعد عن العنصرية. يقول الرب «جل وعلا»: «لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين» فالجميع سواء من حيث الحقوق والواجبات.
ووثيقة المدينة التي عقدها الرسول «صلى الله عليه وسلم» بمجرد وصوله إليها خير شاهد، «معاهدة تمثل دستورًا شاملًا يعالج قضايا التكامل الاجتماعي والاقتصادي والعلاقات القانونية داخل الدولة وخارجها».
والسيرة النبوية المشرفة تزخر بالأمثلة والروايات التي تؤكد أن الإسلام دين السلام والتعاون.
[email protected]