قرأت خبرا بأن الهيئة السعودية للملكية الفكرية تعلن عن ضبط الهيئة مخالفة انتهاك حقوق لقصيدة شعرية، وتم فيها تعويض المتضرر بأكثر من 40 ألف ريال، وهذا خبر جيد لحماية أصحاب الحقوق من الشعراء الذين ربما يتطاول البعض (سواء أفرادا أو مؤسسات إعلامية) على قصائدهم وينسبها لنفسه بدون وجه حق أو عدم الإشارة للشاعر من قبل تلك المؤسسات، بشرط إثبات الدليل الصحيح وعدم الدخول في مهاترات والتطاول على الناس والتشهير بهم بدون دليل واضح وصريح وإلا تصبح القضية عكسية على المدعي حتى لا يتهاون الناس في هذا الأمر ويختلط الحابل بالنابل وتتحول المسألة إلى ابتزاز ورمي الناس بالباطل.
أشكر الهيئة على الدخول في هذا المعترك الصعب الذي سيحد بالتأكيد من هذه الممارسات غير الأخلاقية وإن كنت أتمنى من الهيئة أن تضيف إلى ذلك سارقي الأفكار والاقتراحات - وما أكثرهم - حيث يعاني الكثير من سرقة فكرة معينة أو اقتراح تقدم به لرئيسه في العمل أو لدى بعض المؤسسات الإعلامية ونسبتها لهم بدون الإشارة لصاحبها الأصلي.. مما حدا بالكثير إلى عدم الإفصاح عن خططهم واقتراحاتهم بسبب خوفهم من ضياعها وعدم وجود جهة تنصفهم في حال تم الاستيلاء على ذلك الاقتراح.
أعتقد أن المدير الناجح لن يدخل في هذه المهاترات وينسب لنفسه مزايا بدون وجه حق لأن تقديم أحد مرؤوسيك لاقتراح ناجح وذي أهمية يدل على مهارة في القيادة لديك وحنكة عالية في استثمار ما لدى موظفيك وإخراج مكنوناتهم والتحليق بها عاليا في سماء الإبداع والتألق، لكن المدير الفاشل وغير الواثق من نفسه تجده يحاول دائما إطفاء إبداع الآخرين خوفا على منصبه.
يفترض بمن يقدم اقتراحا توثيقه وعدم الخوف على ضياعه وخاصة في ظل التعاملات الإلكترونية لن يضيع شيء، لأن جميع الأفكار ترفع رسميا ولا مجال للاستيلاء على الفكرة أو نسبتها لشخص آخر، وفي حال حدث ذلك يمكن للمتضرر الرفع بما حدث لمسئول القطاع حتى ينصفه.
أتمنى من هيئة الملكية الفكرية أن تهتم بهذا الجانب والتركيز أيضا على سارقي المقترحات والأفكار سواء من جانب الأفراد أو الجهات حتى نحمي حقوق المبدعين ويواصلوا التألق ونستثمر إبداعاتهم.
almarshad_1@