الإرهاب والتطرف هذه المرة لم يكونا إسلاميَّين.. ولم يكن "للإسلام فوبيا" أي دور.. والعالم شاهد المناظر السيئة والمسيئة للحريات وانتهاك الحقوق و«التعبير السلمي»..!
خابت الظنون بأم الديموقراطية المزعومة، وانقلب السحر على الساحر، وظهر «دواعش» واشنطن، ونيويورك في قلب العاصمة الأمريكية، بل في بيتها الأبيض، وهاجوا وداسوا على الكرامة الأمريكية، والمصطلحات الرنّانة التي يُطلقها الزُعماء والقادة الأمريكيون وتهجّماتهم الدائمة على الإسلام، ورمي التُّهم على المسلمين والمُهاجرين بأنهم سبب القتل، والدمار، وإحداث الفوضى، وها هي تعليمات رئيسهم أتت لأتباعه ومناصريه فنفّذوا خطته، وأجندته، وأصبح ليس ببعيد عن أي «أمير داعشي» له أتباع وقطيع..!
بالأمس شاهدنا أحداثًا مُؤسفة، لم يعتد عليها العالم من دولة نادت بالحريات والديموقراطيات، وتطالب شعوب وحكومات العالم بتطبيق هذه الشعارات، وتتغنّى بحقوق الإنسان.. فهل ماتت هذه الشعارات، وجاء رئيس من خارج الدائرة المعهودة ليفضح ما كان خافيًا..؟!
"ترامب" ليس برجل السياسة، ولم يعِش مراحلها، فهو رجل تاجر، عقاري يملك فنادق وسياحة وكازينوهات، يهمّه في المقام الأول الربح، وهو صريح جدًا لحدٍّ كبير، وألفاظه بذيئة جدًا لمنتقديه.. ولديه خصوم كُثر، فدخل البيت الأبيض ولم يتغيّر، بل واصل طريقته وصراحته وتعامله، ولم يُعجب الكثيرين من الساسة المُخضرمين، ولم يعتادوا على مثل هذه التصرفات، فكانت التصادمات بينهم، وهو رجلٌ لا يرضى بالخسارة ولا يرتضيها، ولا يعترف بها، فظهرت أمريكا على حقيقتها، بعد أن كشفها ترامب، ولن يكون اقتحام الكونجرس أول الانهيار والفوضى، بل ستكون له تبعات، وسنرى أمريكا مُختلفة تمامًا في السنوات العشر القادمة.. ولن تعود الشعارات كما كانت، ولن تكون «القوة العظمى» كما يحلو لهم..!!
مات «شرطي العالم»، وميزان القوى اهتز، وهناك عشرات الدول والأحزاب والقُوى الأخرى، تنتهز الفرصة لتدخل من أوسع الأبواب لتكون في الصدارة.
salehAlmusallm@