DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

«فرونتيكس» تشارك في ترحيل المهاجرين خارج حدود أوروبا

وكالة حماية الحدود تحقق في الاتهامات وتؤكد الالتزام بحقوق الإنسان

«فرونتيكس» تشارك في ترحيل المهاجرين خارج حدود أوروبا
«فرونتيكس» تشارك في ترحيل المهاجرين خارج حدود أوروبا
موظفو حماية الحدود الأوروبية «فرونتيكس» اعترضوا المهاجرين وسلموهم لسلطات ألبانيا «د. ب. أ»
«فرونتيكس» تشارك في ترحيل المهاجرين خارج حدود أوروبا
موظفو حماية الحدود الأوروبية «فرونتيكس» اعترضوا المهاجرين وسلموهم لسلطات ألبانيا «د. ب. أ»
يزداد عدد المهاجرين الذين يحاولون العبور من اليونان إلى ألبانيا ومنها إلى أوروبا الغربية، ويتحدث بعضهم عن إجراءات غير قانونية لردّهم وإعادتهم إلى الجانب اليوناني من الحدود، بمشاركة وكالة حماية الحدود الأوروبية «فرونتيكس». السوري علي الإبراهيم، «22 عامًا»، الذي هرب عام 2018 من الحرب في بلدة منبج، بالقرب من حلب التي حررتها قوات سوريا الديمقراطية من «داعش»، يقول إنهم أرادوا إجباره على المشاركة في القتال، لكنه رفض وهرب إلى تركيا.
سنوات العسل
حين وصل الإبراهيم إلى مدينة أنطاكيا، المدينة الأولى وراء الحدود السورية، حيث سجلت السلطات التركية بياناته الشخصية وأعادته دون ذكر الأسباب إلى بلاده، يقول متحدثًا بلغة إنجليزية جيدة: إعادتي إلى سوريا تعني أنني ممنوع من الدخول إلى تركيا بصورة شرعية لمدة خمسة أعوام.
ورغم ذلك قرر علي المحاولة ثانية، لكن هذه المرة في اتجاه اليونان، ووصل إلى الساحل التركي من بحر إيجه، وانتقل بقارب مطاطي إلى جزيرة ليروس اليونانية، حيث قدّم طلبًا للجوء وتم رفضه؛ كون تركيا بلدًا ثالثًا آمنًا.
لكن علي الإبراهيم لا يمكنه العودة إلى تركيا ولا إلى سوريا، فقرر التوجه إلى ألبانيا، وقال «إنه انتقل في سبتمبر 2020 مع خمسة آخرين على متن حافلة إلى بلدة يوانينا في شمال اليونان، ومن ثمَّ انطلقوا إلى الحدود الألبانية»، وفي ألبانيا اعترضهم موظفو وكالة حماية الحدود الأوروبية «فرونتيكس»، وسلموهم للسلطات المحلية في الموقع الحدودي كاكافيا.
وجوابًا على سؤال «كيف عرف أنهم موظفو فرونتيكس؟»، قال: «تعرفت عليهم من خلال شاراتهم على ذراعهم»، حيث إن موظفي فرونتيكس يضعون شارة ذراع زرقاء مع العلم الأوروبي.
ويقول علي الإبراهيم: إنه طلب مع المهاجرين الآخرين من السلطات الألبانية، الحصول على اللجوء، لكن قيل لهم «إنه بسبب جائحة كورونا لا يمكن قبول طلبات لجوء جديدة»، ثم تم إرسالهم مجددًا إلى اليونان، دون إبلاغ السلطات اليونانية بذلك.
المحاولة الثانية
وأثناء المحاولة الثانية للعبور إلى ألبانيا كان للسوري حظ أكبر، فعبَر العاصمة الألبانية تيرانا وكوسوفو، ونجح في الوصول إلى صربيا كما يقول في حديث مع دويتشه فيله DW، في معسكر للاجئين بمدينة سومبور بالقرب من الحدود الهنغارية، ومن هناك يعتزم مواصلة الطريق إلى النمسا، لكن المهرِبين يطلبون أموالًا طائلة: 5000 يورو لكل شخص لتهريبهم إلى النمسا!
الإنجليزية، هوبه باركير، تعرف هذا النوع من القصص، وهي تنسّق مشروع Wave Thessaloniki في مدينة سالونيكي اليونانية، حيث يقدم المشروع للمهاجرين على طريق البلقان الطعام والرعاية الصحية والمشورة القانونية. وتقول باركير: كانت سالونيكي منذ مدة ملجأً آمنًا، ولكن في نهاية عام 2019 تولّت السلطة حكومة محافظة، وفي يناير 2020 دخل قانون حيز التنفيذ، وتم بموجبه تشديد التعامل مع المهاجرين، «فعِوض منح طالبي اللجوء أوراقًا ثبوتية، يمكن حبسهم حتى 18 شهرًا دون التحقق من حالتهم»، وتضيف أنه «يمكن تمديد الحبس 18 شهرًا آخر».
وليس على الحدود فقط تتم إجراءات الترحيل غير القانونية، بل حتى في الداخل، وخوفًا من ذلك يحاول المهاجرون في طريقهم نحو أوروبا الغربية، تفادي السلطات اليونانية، وحتى على الحدود مع مقدونيا الشمالية وألبانيا، يلاحظ مساعدو اللاجئين حدوث إجراءات الترحيل عبر الحدود، وتزداد الدلائل على مشاركة موظفي فرونتيكس في ذلك. وتقول باركير: لدينا تقارير عن شهود عيان يقولون فيها «إن الموظفين يتكلمون مثلًا الألمانية، ويحملون شارة ذراع زرقاء مع العلم الأوروبي».
ونظرًا للوضع غير الواضح على الحدود اليونانية، فإنه من الصعب البرهنة على حصول إجراءات ترحيل عبر الحدود بمشاركة موظفي فرونتيكس.
نشاط «فرونتيكس»
وتقول باركير: «نحن نعلم أن فرونتيكس ناشطة في ألبانيا»، وردًّا على سؤال من DW، قال متحدث باسم وكالة حماية الحدود الأوروبية «فرونتيكس»: تحققت فرونتيكس من بعض الاتهامات، ولم تجد أدلة ذات مصداقية تدعم تلك الاتهامات، كما أنها مصممة على الالتزام بأعلى المستويات في مراقبة الحدود في إطار تدخلاتها، علمًا بأن موظفي فرونتيكس ملتزمون بميثاق سلوك يتضمن فقرة تخص تفادي عمليات الترحيل غير القانونية والالتزام بحقوق الإنسان.
وعند السؤال، لماذا تحمي وكالة حماية الحدود الأوروبية «فرونتيكس»، حدودًا خارجية للاتحاد الأوروبي من الجانب الألباني، أي من بلد غير عضو في الاتحاد؟ يقول المتحدث باسم فرونتيكس: الهدف يتمثل في «دعم حماية الحدود والتصدي للهجرة غير القانونية، ومواجهة الجريمة عبر الحدود، بما يشمل تهريب البشر والإرهاب، إضافة إلى مخاطر وتهديدات ممكنة على الأمن»، بالإضافة إلى أن «التعاون مع بلدان غرب البلقان لها أولوية من قِبل فرونتيكس، التي تدعم الحفاظ على المستويات الأوروبية والمعاملة الجيدة في إدارة الحدود والأمن».
يقول المغربي زكريا، في مركز العناية في سالونيكي: الكثير من المهاجرين ينتقلون من سالونيكي إلى كاستوريا، المدينة الجميلة الصغيرة التي تبعد حوالي 30 كيلومترًا عن ألبانيا، «من هناك تأخذنا الشرطة بالحافلة وتقودنا إلى الحدود الألبانية».
ويَرُوج مثل هذه الشائعات كثيرًا بين المهاجرين، وفي الغالب ليست حقيقية.
ورغم ذلك، يجلس الرجال في فترة ما بعد الظهر في الحافلة باتجاه الحدود الألبانية، وبينهم صالح روزه، المنحدر أيضًا من المغرب، وهو موجود منذ سنة في اليونان، وكان دون مأوى في سالونيكي، ويقول: «اليونان بلد جيد، لكن لا يمكن لي العيش هنا»، ويضيف صالح أنه «يريد الانتقال عبر ألبانيا وكوسوفو وصربيا وهنغاريا إلى أوروبا الغربية».