وأضاف بعيو: هذا جعل الليبيين ويجعلهم اليوم أمام أحد خيارين إما أن يندبوا حظهم ويبكوا فقر اليوم الحقيقي حزنًا على رخاء أمس الذي كان مجرد وهم اقتصادي، ويقبلون أن تموت الطبقة الوسطى الفاعل الحقيقي في كل دولة، وأن تكبر الطبقة الفقيرة عددًا وتصغر قيمة، وتزداد الطبقة الثرية الفاسدة قوة وتوحشًا مع قلة عددها، وتتوقف الحياة وينتشر الظلم وتزداد الأحقاد، وإما أن يتوجه الجميع إلى العمل أكثر، والتنافس على خلق الثروة عبر الإنتاجية الحقيقية فرديًّا وجماعيًّا، وهذا يحتاج أول ما يحتاج إلى سلطات قوية تفرض الأمن وتحقق الأمان وتنجح في التأمين، وتنظم علاقات العمل وضوابط التعاملات.
وأردف بعيو: «هذا لن يكون، وتلك السلطات التي تتمتع بالحد المطلوب والمعقول من الفاعلية والمصداقية، لن تكون نتاج هذا الواقع المتردي لسلطات الأمر الواقع منعدمة الشرعية الحقيقية فاقدة المشروعية، بل ستكون فقط نتاج الانتخابات، التي يستعيد من خلالها الشعب الليبي حقه في منح ومنع الشرعية، التي لا تكتمل حقًّا، ولا تتحقق فعلًا بدون المشروعية، التي لا بدَّ منها لبقاء السلطات المنتخبة».
وأضاف: «المشروعية لا تأتي بالبروباغندا الإعلامية والخطابات والمزايدة والتهريج والتهييج، بل بالتخطيط والعمل والأداء والمنجزات، وهذا ما لن يتحقق إذا قذفت الانتخابات وصناديق الاقتراع في وجوهنا سقط المتاع من الجهلة والفاشلين والقاصرين والتافهين والمتعصبين، والجائعين النهمين إلى المال الحرام والنفوذ والنقود»..
وختم بعيو بالقول: «هذا عام الحسم عبر صناديق الاقتراع، لينتهي زمن صناديق الذخيرة، وزمن الموت والضياع والحيرة، وليبدأ بإذن الله وتوفيقه مسار بناء الدولة وإنقاد البلاد والعباد والاقتصاد».