وبمناسبة الدهاء دعونا نتفق أن اللص بطبعه ذكي لكن هذا الذكاء يتفاوت من لصٍّ لآخر، لذلك تجد بعض اللصوص أحياناً يقومون بكل شيء لتكون جريمتهم الجريمة الكاملة ثم في لحظة ما ينهار الغموض حين تنكشف خيوط اللعبة فتكشفها فطنة الشرطي أياً كان موقعه! وهذا ما يحدث اليوم، فمع التطور الرهيب لمواقع التواصل الاجتماعي وسرعة الاتصال والتواصل البشري، أصبح اللص يدرس الضحية جيداً ثم يأتيه بثياب الناصح أو المنقذ أو أحياناً المعجب، متسللاً من باب الهندسة الاجتماعية، فمثل هذا اللص قد يستغل المواضيع التي تهم المجتمع الافتراضي السعودي ويحاول التسلل بخفة في مواضيع الساعة راكباً الموجة لممارسة هواية التقرب ثم الخداع، فاليوم يدندن على وتر الوطنية وغداً النسوية ثم في تشجيع الأندية ومحاولة إظهار نفسه بأنه المهم القوي شديد البأس قوي الحال وعلوم الرجال! مثل هذا اللص (الجديد) يحاول تمرير معلومات غير مباشرة عنه بأنه (الواصل) المهم، وأن أسرته مقربة من المتنفذين وكل ذلك باستخدام ذكائه الفطري (اللصوصي)، فمثل هؤلاء يجيدون التلاعب النفسي ويكونون خبرات متراكمة باستغلال طيبة الضحية أحياناً ويدخلون من باب الإغراء المالي أحايين أخرى، ولذلك منذ مساهمات سوى ومروراً بماكينة سنجر والزئبق الأحمر وانتهاء بتاجر الشراريب والفحم في «تويتر» سيظل صراع الخير والشر باقيا حتى يرث الله الأرض ومن عليها، لذلك كُن فطنا واحذر فخ الثراء السريع ولا تثق بمجهول لا تعرفه، وتعلم من غيرك وتذكر دائماً أن اللص ربما سيأتيك على هيئة ملاك، فاحذر دون مبالغة وحرِّص ولا تخون، فأمثال محتال الشراريب والفحم سيكون عصي الفهم حين يسقط في يد العدالة بإذن الله.
@bassam4071