سنة تحتار لها العقول! ولا تملك سوى الانثيال لها بكل رضا؛ فقد أعطت وأخذت، قربت وأبعدت، كشفت الكثير من الخفايا؟!
رأينا الحقائق جليةً وواضحةً؛ فالعالم بأسره شمله التغيير، ولم يحدث هذا في زمن سابق قط.
رأينا الكوارث الطبيعية وغير الطبيعية؛ من بينها حرائق غابات أستراليا، وانسحاب الأمير هاري وزوجته ميغان ماركل من العائلة المالكة البريطانية، وخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي بعد عضويتها لمدة سبعة وأربعين عاما.
وبلا شك من أبرز ما حدث في سنة 2020 هو جائحة كورونا، التي أدت إلى الأزمات الاقتصادية العالمية، وغيّرت العديد من المفاهيم الحياتية والاجتماعية، فكان الحجر المنزلي العالمي لأول مرة في تاريخ البشرية! مما جعلنا نشاهد الشوارع خالية من المارة، وسكننا الشعور بالهلع والتوجس من كل شيء؛ فكان لزاماً وضع الكمامات واستخدام المعقمات، وانتشر مفهوم التباعد، ولم نكن نعرف ذلك من قبل الجائحة.
ورغم المرض ومرارة الأزمة إلا أنها تركت مفاهيم مختلفة إيجابيةً وصحيةً واجتماعيةً جعلتنا نهتم بالجانب الصحي والوقائي أكثر، وتغيرت نظرتنا الاجتماعية للكثير من الأمور الترفيهية، التي كنا نعتبرها ضرورةً.
وأصبحنا أكثر وعياً وإحساساً بقيمة النعم، التي نمتلكها.
قد يصعب النسيان ومحو الذاكرة، لكن البداية الجديدة تحتاج لروح جديدة؛ لنستطيع أن نبدأ من جديد.
ونضع تصوراً لأحلامنا وأمنياتنا، ونرتب أفكارنا بمعزل عن الرواسب الماضية، ونتجاوز كل الانقسامات النفسية بدواخلنا.
وداعاً سنة 2020... جعلتنا أقوى.