DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

الصراع العرقي يحول إثيوبيا إلى رواندا جديدة

لا يمكن للعالم أن يكتفي بالمراقبة

الصراع العرقي يحول إثيوبيا إلى رواندا جديدة
الصراع العرقي يحول إثيوبيا إلى رواندا جديدة
لاجئون إثيوبيون في انتظار تلقي مساعدات إنسانية بمخيم أم راكوبة (رويترز)
الصراع العرقي يحول إثيوبيا إلى رواندا جديدة
لاجئون إثيوبيون في انتظار تلقي مساعدات إنسانية بمخيم أم راكوبة (رويترز)
قالت صحيفة «دالاس نيوز»: إنه لا يمكن السماح بتحول إثيوبيا إلى رواندا جديدة.
وبحسب مقال لـ «روب كوران»، بدأت الظروف التي أدت إلى التطهير العرقي في رواندا في الظهور بسرعة في منطقة تيغراي بشمال إثيوبيا، وتابع يقول: كان عام 1993 لحظة عار إنساني عظيم عندما أدار المجتمع الدولي ظهره لرواندا وسمح بحدوث الإبادة الجماعية.
وأضاف: حان الوقت لتجنب تكرار محتمل لهذا الخطأ هذه المرة في إثيوبيا، مردفا بالقول: نفس المزيج المتقلب من المكونات الذي أدى إلى التطهير العرقي في رواندا آخذ في الظهور بسرعة في منطقة تيغراي بشمال إثيوبيا.
ومضى يقول: بحسب أشخاص فارين من المنطقة إلى السودان لمراسلين من صحيفة «ذي غارديان» ومن أماكن أخرى، فإن الطرق امتلأت بجثث المدنيين الذين قتلوا في القصف الذي نفذته القوات الوطنية الإثيوبية، وتابع: في الشهر الماضي، قتلت ميليشيا تيغراي المسلحة بالمناجل مئات المدنيين من مجموعات عرقية أخرى، في ما يسمى بمذبحة «ماي كادرا»، في صدى مروع لما وقع في رواندا.
وبحسب الكاتب، تشير تقارير هيئة الإذاعة البريطانية إلى أن عمليات القتل الانتقامية تحدث بالفعل في المركز الزراعي في حميرة.
وأضاف: كما هو الحال في رواندا، حدث تحول مفاجئ في السلطة في إثيوبيا على أسس عرقية بعد عقود من الركود السياسي.
فرئيس الوزراء آبي أحمد، المنتخب في 2018، هو أول زعيم وطني من خارج جماعة تيغراي العرقية منذ الثمانينيات.
ومضى يقول: كما كان الحال في رواندا، تواجه الحكومة، على أسس عرقية، جيشًا مدربًا جيدًا، وفي هذه الحالة جبهة تحرير شعب تيغراي، وكما كان الحال في رواندا، فإن المجتمع الدولي يقف مكتوف الأيدي حتى الآن، بينما توثق المنظمات غير الحكومية المذابح والفظائع.
نهاية الحرب
ويواصل الكاتب كوران: تدعي إثيوبيا أن الحرب قد انتهت، لكن التقارير على الأرض تظهر أن القتال مستمر في وحول المدن في تيغراي، بما في ذلك مقلي الكبرى، وتابع: امتد الصراع أيضًا إلى إريتريا، الدولة الفقيرة للغاية في الشمال التي انفصلت عن إثيوبيا في الثمانينيات، وتمثل وطنا آخر لشعب تيغراي، حيث أفادت الأنباء أن جبهة التحرير الشعبية أطلقت صواريخ على العاصمة الإريترية أسمرا، بينما تقوم القوات الإريترية بالتوغل في المنطقة الإثيوبية.
ونقل عن جون ستوفر، رئيس الفريق الأمريكي للنازحين الإريتريين، الذي درّس في إريتريا مع فيلق السلام بينما كانت البلاد لا تزال جزءًا من إثيوبيا، قوله: هناك مخاوف من أن قوات الأمن الإريترية تعتقل أشخاصًا من مخيمات اللاجئين في منطقة تيغراي بإثيوبيا، سلامة المعسكرات مصدر قلق كبير.
وأشار الكاتب إلى أن كيدان أوكوباي، وهي من عرقية تيغراي، فرت من إريتريا في 2015 وتعيش في كندا، قولها: إنها تخشى أن ما يحدث هناك إبادة جماعية لمجموعة عرقية واحدة.
وأردف يقول: كما هو الحال في عام 1993، تجمدت هيئات صنع السلام في المجتمع الدولي، قبل عامين، ألقت القوى الغربية بثقلها وراء أحمد، رئيس الوزراء، بعد أن صور نفسه على أنه سيكتسح الفساد في النظام السياسي الإثيوبي، حتى أنه فاز بجائزة نوبل للسلام لعام 2019، لإنهاء الحرب مع إريتريا، وهو الأمر الذي يبدو الآن وكأنه مناورة لإطلاق أيدي أحمد في منطقة تيغراي.
ومضى بقوله: الصراع العرقي، الذي ولد وترعرع في رواندا ويوغوسلافيا وأيرلندا، كان النتيجة الطبيعية لعداء استمر لأجيال، وأضاف: عندما يكون عدوك هو جارك، فإن الوقت يكون بمثابة موقد يطبخ ببطء أكثر من كونه المعالج، لأن المجتمعات تكون منقوعة في عصير الاستياء لعدة قرون.
دروس التاريخ
وبحسب الكاتب، غالبًا ما تتحول دروس التاريخ إلى تمارين في جعل هذا الاستياء يغلي، حيث يُسمم كل حدث حالي وتاريخي بتلفيقات حول دور العدو القديم، ونوه بأن الاستياء الذي يتدفق في الدم يخلق شعورًا فوريًا بالغضب، مثل ما قد تشعر به في اللحظة التي قد يجرحك فيها أحد الأشقاء.
وأضاف: يتبع تاريخ إثيوبيا وصفة مماثلة للصراع العرقي وتحويل الحدود المألوفة جدًا لتلك الموجودة في أيرلندا الشمالية ويوغوسلافيا ورواندا، وأردف: لدى التيغراي شكاوى تعود إلى عصر الإمبراطورية الحبشية في القرن الـ 19.
وأوضح أن الجماعات الانفصالية تشكلت خلال ديكتاتورية هيلا سيلاسي في الستينيات، وبدأت الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي نضالها المسلح من أجل الاستقلال خلال حقبة حزب الدرغ الشيوعي في السبعينيات والثمانينيات.
وتابع: ثمة أدلة على أن تأثير الجفاف في شمال إثيوبيا في عام 1983 قد تفاقم بسبب جهود الدرغ لتحويل الحبوب من متمردي تيغراي. كانت النتيجة، بالطبع، هي المجاعة الأكثر تدميراً في القرن العشرين.
وأضاف: استمرت إراقة الدماء في المنطقة بعد سقوط الدرغ، حيث تعرضت مدينة أديغرات، التي تعرضت الآن للهجوم مرة أخرى، للقصف من قبل القوات الجوية الإريترية خلال الصراع الطويل بين الدولة المنشقة والدولة الأم.
ومضى يقول: في ذلك الوقت، هيمنت مجموعة تيغراي على السياسة الإثيوبية، مع تزايد الفساد في الحكومة.
وتابع: قال ممثلو الأمم المتحدة مؤخرا إن المساعدات الإنسانية الموجهة إلى 96 ألف لاجئ إريتري وغيرهم من الأطراف المحتاجة في منطقة تيغراي لا تزال معلقة.
وقالت الأمم المتحدة إن ضمانات الوصول الإثيوبية غير قابلة للتطبيق في ظل الظروف الحالية.
واختتم بقوله: بعبارة أخرى، يقف العالم الغربي مع فكرة المساعدة. لكننا لا نستطيع أن نقف مكتوفي الأيدي ونكتفي بالمراقبة.