DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

التطعيمات «حجر أساس» الصحة العامة

مختصون في ندوة اليوم أكدوا أهميتها اقتصاديا ولبناء وطن بلا أمراض

التطعيمات «حجر أساس» الصحة العامة
أظهر تفشي جائحة كورونا في كل دول العالم، أهمية اللقاحات في الحد من انتشار الأمراض، وهو ما دعا الحكومات والمنظمات في كل مكان بالأرض لخوض سباق الحصول على لقاح كوفيد 19.
وفي هذا السياق، أطلقت وزارة الصحة في المملكة، حملة للتوعية بأهمية تناول لقاح الإنفلونزا الموسمية، مؤكدة أن التطعيمات من أهم الإجراءات الوقائية، التي يجب على كل أم وأب عدم إهمالها لوقاية أطفالهما من الإصابة بأمراض متعددة، وأنه يجب إعطاؤها لهم في الأوقات المحددة لها من قبل الجهات المختصة دون تأخير، خاصة أن التحصينات اللازمة للأطفال متوافرة في جميع مراكزها الصحية المنتشرة في أنحاء المملكة، لحماية الأطفال من الأمراض المستهدفة بالتحصين، مثل شلل الأطفال والحصبة والحصبة الألمانية والنكاف، والحفاظ على خلو السعودية من هذه الأمراض.
ولمزيد من التفاصيل عن أهمية التطعيمات وعددها وفوائدها وجدولها المعتمد، ونشر الوعي حولها من جهة أخرى، تحدث عدد من أهل الاختصاص خلال ندوة بـ«اليوم»..
تنشيط الجهاز المناعي يحارب مسببات الأمراض
وأوضحت الدكتورة آمنة النعمي أن اللقاحات أنواع، ويعمل كل نوع منها على تنشيط الجهاز المناعي لمحاربة نوع معين من الميكروبات والأمراض، التي تسببها، وتشمل: اللقاحات الحية المضعفة، وهي استخدام عينات خاملة (تم إضعافها) من الميكروب المسبب للمرض؛ لأن هذه اللقاحات مشابهة جدًا للعدوى الطبيعية مما يساعد في الوقاية منها، هذه اللقاحات تسبب ردة فعل مناعية قوية وتستمر لمدة طويلة، حيث إن جرعة واحدة أو جرعتين فقط تستطيع تكوين مناعة ضد الميكروب أو المرض المسبب طوال الحياة، كاللقاح الثلاثي الفيروسي (الحصبة، النكاف، الحصبة الألمانية)، فيروس الروتا (عجلي)، الجدري، الجدري المائي (العنقز)، الحمى الصفراء، الحزام الناري، شلل الأطفال الفموي.
وأضافت إن هناك لقاحات غير النشطة، باستخدام عينات ميتة من الميكروب المسبب للمرض، موضحة أن هذا النوع من اللقاحات لا يوفر المناعة القوية كاللقاحات «المضعفة»، لذلك قد تحتاج إلى عدة جرعات أو جرعات تنشيطية مع مرور الوقت؛ للحصول على مناعة مستمرة ضد الأمراض، كالتهاب الكبد الفيروسي-أ، الإنفلونزا، شلل الأطفال المعطل، داء الكلب.
لقاحات فرعية
وأوضحت النعمي، أن النوع الثالث من اللقاحات هو الفرعية أو المترافقة، باستخدام أجزاء معينة من الميكروب (مثل البروتين أو السكر أو غلاف الميكروب)، ويمكن استخدام هذا النوع من اللقاحات للأشخاص، الذين يعانون من ضعف المناعة والمشاكل الصحية المزمنة، وبالتالي قد يحتاج إلى جرعات تنشيطية للحصول على حماية مستمرة ضد الأمراض، مثل التهاب الكبد الفيروسي (ب)، السعال الديكي، عدوى المكورة الرئوية، مشيرة إلى أنه توجد تطعيمات التسمم (السمية)، باستخدام الجزء الضار، الذي صنعه الميكروب المسبب للمرض، ليتمكن الجهاز المناعي من محاربته بدلًا من الميكروب، ومثل أنواع التطعيمات الأخرى، فإن هذه اللقاحات قد تحتاج إلى جرعات تنشيطية للحصول على حماية مستمرة ضد الأمراض، مثل: الخناق (الدفيتيريا)، والكزاز (التيتانوس).
أهمية اقتصادية
وأشارت الدكتورة النعمي إلى أن أهمية اللقاحات في أنها لا تحمي الأفراد من الأمراض فحسب؛ بل المجتمعات بأكملها، كما تسهم في خفض معدلات الوفيات، والوقاية من الإصابة بالأمراض المعدية، مع منع تطور مقاومة المضادات الحيوية من خلال التقليل من استخدامها، مضيفة: كما تضمن التطعيمات في السفر الأمان والتنقل المريح، بخلاف أهميتها الاقتصادية، التي توفر تكاليف علاج الأمراض.
وحذّرت من التهاون في تناول التطعيمات في مواعيدها للحصول على فائدتها المرجوة في الحماية من أمراض قد يتسبب بعضها في الوفاة حال الإصابة بها، موضحة أن هناك حالات محدودة لتأجيل اللقاح لفترة محدودة تتضمن ارتفاع درجة الحرارة، أو الإصابة بمرض حاد، أو تناول أدوية وعلاج مثبط للمناعة (كيميائيًّا أو إشعاعيًّا).
واستطردت أنه بإمكان الطفل تناول اللقاح إذا كان مصابًا بمرض بسيط، أو لديه حمى خفيفة، أو كان يتناول المضادات الحيوية، وينصح بالتحدث إلى الطبيب المعني بالطفل عند وجود أية أسئلة، مشيرة إلى أنه عند نسيان موعد التطعيم، فمن المهم حجز موعد مع مقدم الرعاية الصحية في أقرب وقت ممكن، لتقديم المساعدة، وفي المقابل عدم تناول التطعيم قبل موعده حتى لا يؤثر على استجابة الجهاز المناعي.
المملكة خالية من الأمراض
أكدت الدكتورة ولاء الرفاس، عدم تسجيل المملكة لأي حالات جديدة من أمراض شلل الأطفال والدفتيريا والكزاز الوليدي خلال العام الماضي 2019، مشيرة إلى أن نسبة التغطية بالتطعيمات الأساسية ضد الأمراض المعدية المستهدفة بلغت خلال العام الماضي حسب تقرير وزارة الصحة الإحصائي السنوي 97%، نسبة التغطية بلقاح الدفتيريا بلغت 97%، السعال الديكي 97%، الكزاز الوليدي 97%، شلل الأطفال 97.5%، الحصبة 96.5%، النكاف 96.5%، الحصبة الألمانية 96.5%، والالتهاب الكبدي الوبائي 98%.
وأضافت إن وزارة الصحة تعطي موضوع اللقاحات والتحصين ضد العدوى جانبا كبيرا من الأهمية لارتباطه المباشر بمستقبل الأجيال وحماية النشء والتنمية الاقتصادية، موضحة حرص الدولة على توفير اللقاحات ذات الجودة والسلامة العالية وذات الكلفة الفعالة حسب الفئة المستهدفة، إذ تؤمن أن ما يمكن توفيره من صحة الأفراد بالوقاية من الأمراض لا يقدر بثمن.
هدوء الوالدين ينعكس على الطفل خلال الحقن
وقدمت أخصائية التوعية الصحية بسمة القاضي بعض النصائح والإرشادات للآباء والأمهات حول ما يمكن توقعه عند إعطاء اللقاح للطفل لأول مرة، لمساعدة الطفل على جعل تجربة التطعيم إيجابية، وذلك عن طريق فهم ما سيحدث عندما يتم تطعيمه، مضيفة إنه على أولياء الأمور وقبل تناول اللقاح، اصطحاب سجل تطعيمات الطفل عند زيارة الطبيب أو مكتب الصحة العامة، وفي حالة فقده أو عدم وجوده التأكد من سؤال مقدم الرعاية الصحية حول صحة موعد التطعيم وتوافر اشتراطات تناوله، وتقديم المعلومات الكافية بشأن حالة الطفل الصحية وما إذا كان يعاني نوعا من الحساسية أو أي مشاكل صحية.
وأوضحت أن نصائح مساعدة الطفل أثناء أخذه اللقاح تتضمن استرخاء الوالدين، إذ يتفاعل الطفل مع العواطف الأبوية عند الاسترخاء يبقى هادئا وإيجابيا، وأكثر سعادة كذلك، كما نصحت الوالدين بأهمية احتضان الطفل والتحدث إليه أثناء حقنه باللقاح، فقد وجدت الدراسات أن الأطفال، الذين يتم احتضانهم يحدثون صرخة أقل أثناء الحقن، مؤكدة أنه على الأم ممارسة الرضاعة الطبيعية، حيث إن إرضاع الطفل قبل أو أثناء أو بعد تناول اللقاح سيكون مريحًا له، كما يفضل صرف انتباه الطفل، حيث تساعده الأصوات الهادئة واللمسات الحانية على الهدوء؛ ويمكن تحقيق ذلك من خلال إعطائه لعبة مفضلة أو قص حكاية.
الزيارة المقبلة
وأكدت بسمة، أهمية حرص الوالدين على معرفة موعد حجز الموعد المقبل، بعد تناول جرعة اللقاح، موضحة ضرورة استلام سجل تطعيم الطفل (بطاقة التطعيم) في الموعد الأول لتطعيم الطفل بعد الولادة، وتذكير مقدم الرعاية الصحية بهذا الأمر إذا نسي.
كما أكدت أهمية تدوين الموعد المقبل في الهاتف الخلوي أو تقويم المنزل في أقرب وقت ممكن قبل نسيانه، مع الاحتفاظ بسجل تطعيم الطفل في مكان آمن، للعثور عليه عند الحاجة، وأنه من المهم إحضار سجل التطعيمات في كل موعد؛ للتأكد من تحديثه في كل مرة يتلقى فيها الطفل اللقاح، مشيرة إلى أن اللقاحات هي جزء من روتين العناية بالأطفال؛ لذلك يجب المحافظة على مواعيدها لحماية صحتهم.
الأعراض الجانبية
وذكرت بسمة أن هناك بعض الأعراض الجانبية، التي تستمر مدة تتراوح بين 12 و24 ساعة، تظهر بعد تناول اللقاح، مثل فقدان الشهية، واضطراب النوم، أو ألم وإحمرار أو تورم أو حكة حول موقع الحقن، طفح جلدي خفيف، صداع، وغثيان، مؤكدة أنها أعراض طبيعية وستختفي في غضون يوم أو يومين، وقد يحتاج بعض الأطفال إلى المزيد من الراحة بعد أخذ اللقاح، موضحة أنه يمكن استخدام أدوية الباراسيتامول (كالفيفادول أو البنادول) عند ارتفاع درجة الحرارة واتباع إرشادات استخدام الدواء، وفي المقابل يجب تجنب إعطاء الأسبرين للأطفال.
ونصحت بعد إعطاء اللقاح بتحريك الذراع أو الساق (مكان الحقن) بشكل منتظم، وتناول الكثير من السوائل وارتداء ملابس خفيفة وفضفاضة عند ارتفاع درجة الحرارة، مع تجنب استحمام الطفل في ماء بارد، كما نصحت بوضع كمادات باردة ورطبة ونظيفة على مكان الحقن لتخفيف الاحمرار وتورم مكان الحقن.
في البداية، قال الدكتور محمد فاروق إن التحصينات تعتبر حجر الأساس للصحة العامة، كونها وسيلة حماية من الإصابة بالأمراض المعدية، موضحا أن التطعيمات الأساسية المحددة في شهادة التطعيمات، منذ الولادة وحتى دخول الصف الأول الابتدائي، تهدف إلى حماية الأطفال ومن ثم شباب المستقبل من الأمراض المستهدفة بالتحصين، إضافة إلى خفض معدلات بقية الأمراض.
وأشار إلى أن اللقاح يحتوي على بكتيريا أو فيروسات ميتة أو ضعيفة (لا تملك القدرة على إحداث المرض)، بحيث تحفّز الجهاز المناعي في الجسم للتعرف عليه، وإنتاج أجسام مضادة تتعرف على الميكروب بشكل مبكر، وبالتالي يقوم بمحاربته إذا دخل الجسم مرة أخرى ويمنع حدوث المرض، مشددا على أن هذه اللقاحات وسيلة سهلة وآمنة للجميع، حيث تخضع لاختبارات السلامة قبل الموافقة عليها، وتراقب نتائجها باستمرار.
خطة الأطفال
وحول الفئات المستهدفة بالتطعيمات، أوضح فاروق أنها تتضمن حديثي الولادة والرضع، والأطفال، والنساء الحوامل، إضافة إلى كبار السن، والمصابين بضعف في الجهاز المناعي بسبب الخضوع لعلاج السرطان، والمصابين بأمراض مزمنة، وحجاج بيت الله الحرام، والمسافرين لمناطق موبوءة، موضحا أن وزارة الصحة اعتمدت جدولا زمنيا للتطعيم ضد الأمراض المستهدفة يبدأ منذ ولادة الطفل وحتى دخوله المدرسة.
وذكر أن خطة التطعيمات تتضمن، عند الولادة لقاح كل من (الدرن، والتهاب كبدي ب)، وعند عمر شهرين لقاحات (شلل أطفال معطل، الثلاثي البكتيري، الالتهاب الكبدي ب، المستدمية النزلية، البكتيريا العقدية الرئوية، فيروس الروتا)، أما عند عمر 4 أشهر فيؤخذ لقاحات (شلل أطفال معطل، الثلاثي البكتيري، الالتهاب الكبدي ب، المستدمية النزلية، البكتيريا العقدية الرئوية، فيروس الروتا)، وبعمر 6 أشهر لقاحات (شلل الأطفال الفموي، شلل أطفال معطل، الثلاثي البكتيري، الالتهاب الكبدي ب، المستدمية النزلية، البكتيريا العقدية الرئوية)، وبعمر 9 أشهر لقاحات (الحصبة المفرد، الحمى الشوكية، الرباعي المقترن)، متابعا: أما عمر 12 شهرا، فيؤخذ لقاح كل من (شلل الأطفال الفموي، الثلاثي الفيروسي، البكتيريا العقدية الرئوية، الحمى الشوكية، الرباعي المقترن)، وبعمر 18 شهرا لقاحات (شلل الأطفال الفموي، الثلاثي البكتيري، المستدمية النزلية، الثلاثي الفيروسي، الجديري المائي، الالتهاب الكبدي أ)، وبعمر 24 شهرا لقاح (الالتهاب الكبدي أ)، أما عند دخول الصف الأول الابتدائي، فهناك لقاحات (شلل الأطفال الفموي، الثلاثي البكتيري، الثنائي البكتيري، الثلاثي الفيروسي، الجديري المائي).
ازدواجية الفائدة
وأضاف د. فاروق، إنه بالنسبة للحوامل، فإن التحصينات تساعد على حماية الأم والطفل من الأمراض، التي يمكن الوقاية منها باللقاحات، حيث إن المناعة التي تكتسبها الأم من اللقاح أثناء الحمل تنتقل إلى الطفل، التي بدورها توفر حصانة للمولود ضد أمراض معينة خلال الأشهر الأولى من حياته قبل حصوله على تطعيماته، وتساعد كذلك على حماية الأم طوال فترة الحمل، وجميع اللقاحات الموصى بها للمرأة الحامل آمنة للمرضعات أيضًا، مستطردا: تحصينات الحوامل تساعد على حماية الأم وأيضا المولود، الذي تنتقل إليه المناعة، التي تكتسبها الأم من اللقاح، لأن المولود يكتسب العدوى بسهولة، وقد تكون شديدة خاصة في الأشهر الأولى من حياته، خاصة أن بعض اللقاحات لا يمكن أن تعطى للمواليد إلا بعمر 9-12 شهرًا (مثل تطعيم الحصبة)؛ إذ تعمل اللقاحات على وقاية الأم والطفل من بعض الأمراض، التي قد تسبب الإجهاض، أو الولادة المبكرة، أو العيوب الخلقية، أو الوفاة -لا قدر الله-.
وقاية الحوامل
وأوضح د. فاروق، أن لقاحات الأم، تتضمن لقاح الثلاثي الفيروسي (الحصبة، الحصبة الألمانية، النكاف) والجدري المائي، والورم الحليمي البشري، أما أثناء وبعد الحمل فيؤخذ التهاب الكبد ب، ويمكن للمرأة الحامل أخذه عند الضرورة، كما يؤخذ لقاح الإنفلونزا، وهو لقاح آمن للمرأة الحامل في جميع مراحل الحمل، إضافة إلى لقاح الثلاثي البكتيري (الكزاز، الدفتيريا، السعال الديكي)، حيث يمكن استخدام لقاح البالغين في الثلث الأخير من الحمل، وهناك لقاح فيروس الورم الحليمي البشري بعد الولادة وتجنب أخذه أثناء الحمل.
تحصينات السفر
وأكد ضرورة الحرص على تناول تطعيمات السفر عند الانتقال من بلد إلى آخر، إذ يحتمل التعرض للإصابة بأمراض يمكن الوقاية منها باللقاحات، ويمكن أن تشمل أمراضا لا تعطى لقاحاتها بشكل روتيني؛ متابعا: لذلك من المهم استشارة مقدم الرعاية الصحية، أو زيارة العيادة الصحية الخاصة قبل ستة أسابيع على الأقل من السفر، فقد يوصى بلقاحات معينة اعتمادًا على العمر ووجهة ومخططات السفر.