يتزامن هذا وسط تحذيرات من سياسيين ليبيين من خطورة المؤامرة «التركية القطرية الإخوانية» لتفكيك البرلمان الليبي برئاسة عقيلة صالح، الذي يُعدّ الكيان الوحيد المنتخب بإرادة الليبيين، وإنشاء مجلس نواب موازٍ من خلال ما سمّي باجتماع «غدامس».
«عقبة» التدخل
ويرى الدبلوماسي الليبي د. رمضان البحباح، أن البرلمان الليبي المنحاز للجيش الوطني معضلة حقيقية لدى الدول، التي تعمل على تفتيته، وترى أنه عقبة أمام تدخلها في الشأن الليبي، لاسيما النظام التركي.
وأضاف: يعتقد أردوغان أن كل محاولاته السياسية والعسكرية والأمنية للهيمنة على الدولة الليبية، التي حاول بصمها باتفاقيات هزلية مع عناصر ليبية هزلية سلطوية قد تسقط في أي لحظة بمجرد إحداث أي تغيّر سياسي في ليبيا يقود إلى وضع مستقر، وبالتالي عمل جاهدًا على تفكيك الجسم التشريعي، الذي خلق مظلة تشريعية وقانونية للقوات المسلحة، التي تعدّ الخطر الحقيقي والأوحد أمام أي أطماع خارجية.
وحذر البحباح من أن تقسيم البرلمان يعني تفكيك وتدمير القوات المسلحة، وسحب شرعيتها على الأرض واعتبارها ميليشيات وجب تفكيكها في أي تسوية سياسية قادمة، مشيرًا إلى تعدد هذه المحاولات بتقسيم البرلمان بدءًا من الصخيرات بتكوين ما سمّي المجلس الأعلى للدولة، الذي في الحقيقة هو المسمار الأول في نعش المؤسسة التشريعية، وكان القبول بالصخيرات هو بداية الضربة القاسمة، وإحداث التشوهات المعيبة في جسم وسيرة البرلمان طوال السنوات الماضية.
خروج المرتزقة
إلى ذلك، تجدد الضغط الدولي على حكومة الوفاق، التي تسيطر على العاصمة طرابلس، إذ طالب مجلس الأمن الدولي المرتزقة والمقاتلين الأجانب بمغادرة الأراضي الليبية، وذلك في بيان صدر بإجماع أعضائه الثلاثاء.
وقال أعضاء المجلس خلال ختام اجتماع مغلق عبر الفيديو: إنهم يدعون إلى انسحاب جميع المقاتلين والمرتزقة الأجانب من ليبيا بما ينسجم واتفاق وقف إطلاق النار، الذي توصلت إليه الأطراف الليبية في 23 أكتوبر، والتزامات المشاركين في مؤتمر برلين في يناير منذ بداية العام الجاري، وقرارات مجلس الأمن الدولي ذات الصلة.
على صعيد متصل، وافق مجلس الأمن على قرار الأمين العام للأمم المتحدة بتعيين نيكولاي ملادينوف مبعوثًا خاصًا له إلى ليبيا. وهو سياسي بلغاري شغل منصب وزير الشؤون الخارجية في حكومة رئيس الوزراء بويكو بوريسوف ومنصب وزير الدفاع وعضو في البرلمان الأوروبي وممثل للأمم المتحدة في العراق ورئيس لبعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق ومبعوث أممي إلى الشرق الأوسط.
