وعندما نتكلم عن الرجل فنحن لا نتحدث عن طول الشوارب وضخامة الأجسام كعنوان للرجل !! نحن نتحدث عن الرجل الحقيقي الذي يتربع على هرم مجتمعه ويتبوأ مكانا عاليا في أسرته فهو يتحمل مسؤولياته كاملة، قريبا من دينه وأصالته وتاريخه وقيمه، صاحب كلمة وموقف، نتحدث عن الرجل الذي تغنت به القصائد العربية وافتخر به التاريخ، وأول أولئك الرجال محمد بن عبدالله عليه الصلاة والسلام، ذلك الرجل الذي حمل صفات الرجولة بكل معانيها، فهو الإنسان وهو المربي وهو الزوج العطوف وهو الأب الحنون والصديق المخلص.
إن الإنجازات التي حققها الرجل على كافة الأصعدة لهي جديرة بالتقدير والاحترام وأكبر إنجاز للرجل هو تمكينه للمرأة، بل تنازله عن الكثير من كبريائه وجعله لهذا الكائن الضعيف يتساوى معه، فلم يعد ذلك السيد المهاب المطاع حتى في بيته !!
ورغم الحرب التي شنتها المرأة ضد الرجل لتضعفه إلا أنها تعشق الرجل القوي وتجد فيه السند سواء كان زوجا أو أخا أو أبا، فيما لا تجد في الرجل الخانع المسكين الضعيف إلا كائنا بشريا لا يفرق عنها شيئا.
اليوم نبعث كلمات التهاني لأولئك الرجال الذين يحتاجون للتذكير بهم (فيوم) الرجل يستحقونه بجدارة.. لكننا نحجبها عن أولئك الرجال الحقيقيين لأن كل أيام العام لهم نبعثها معطرة من قلب كل أم بر بها رجل، وكل زوجة أعطاها حقوقها رجل، وكل أخت قام عليها رجل، وكل ابنة عطف عليها رجل... أولئك الرجال والرجال قليل.
مبارك لكل زوج بمسمى (رجل) استعمل كل أدوات القهر والظلم والعنف وسلط لسانه ويده على امرأة حتى بدت دون عمرها وشحبت ملامحها، وهو أب لم تكن ابنته إلا بنكا متنقلا عضلها ليزداد في استنزافها، وهو أخ لم تكن أخته إلا الخادمة المطيعة له الملبية لطلباته، وهو مسؤول ابتز امرأة ومنعها مطالبها المستحقة حتى تستسلم لرغباته، وهو رجل لا يرى في المرأة إلا كائنا مسخرا له، إلى هؤلاء نقول: مبارك يومكم العالمي..
وإلى كل الرجال الذين استظلت أسرتهم بظلهم الوارف وسكنت نفوسهم بطيب أفعالهم وسخت جيوبهم لمطالبهم ولم يحتاجوا لغيرهم، أنت الرجل الحقيقي، أنت السيد الذي لا سبيل إلا أن يكون اسمك ترنيمة الصباح الجميلة على لسان شاعر نظم قصائد الارتياح فأراح !
وإلى المرأة التي تولاها رجل لا يخاف الله ولا يعرف من الرجولة إلا اسمها ولم تنعم بحقوقها التي كفلها لها دينها، هنيئا ما أنت عليه اليوم، فأنت المعنية وهذا اليوم من مكاسبك وأنت في ظل دينك ووطنك معززة مكرمة لا سبيل لمتسلط عليك.