وتوجد هذه البكتيريا الصغيرة في المناطق الريفية والحضرية، بالإضافة إلى البيئات الرطبة والبحرية، وهي تعمل على تحليل المواد العضوية الميتة والمتحللة، وتحويلها لمركبات بسيطة، وينتج عن هذه العملية البيولوجية مركب عضوي يسهم بشكل رئيس في تكون رائحة للمطر، يطلق عليه اسم الجيوسمين، وهو مركب عضوي من مشتقات الديكالين الذي ينتمي إلى مجموعة الكحولات ثنائية الحلقة، وصيغته الكيميائية «C12H22O»، ويكون على شكل سائل عديم اللون، له رائحة ونكهة مميزتان.
والبنية الكيميائية المعقدة لمركب الجيوسمين تجعله ملحوظا للبشر، حتى عند مستويات منخفضة للغاية منه، ويمكن لأنوفنا شم الجيوسمين لكل تريليون من جزيئات الهواء.
وبعد حدوث المطر، تصبح الأرض أكثر رطوبة وبللا، ما يسرع من نشاط البكتيريا، ويؤدي لتكون أكثر لمادة الجيوسمين، وكلما زاد معدل الجفاف يتباطأ نمو هذه البكتيريا، وعند تساقط قطرات المطر على الأرض، وخصوصا الأسطح المسامية مثل التربة المفككة، يتكون الهباء الجوي، الأمر الذي يؤدي لانطلاق الجيوسمين ومركبات أخرى قد تكون موجودة على الأرض أو ذائبة في قطرة المطر.
وهذه الرائحة تكون ملحوظة أكثر في المناطق التي تهطل عليها الأمطار وسط درجات حرارة مرتفعة، والسبب في ذلك أنه رغم أن هذه البكتيريا تعيش في التربة الرطبة، فإن إطلاقها للحويصلات التي نستنشقها يحدث عندما تجف التربة، وبالتالي فإن عدد الحويصلات يزداد مع ازدياد الفترة الزمنية التي تكون بها التربة جافة، ولذلك فإن في بعض الدول والمناطق تكون أعلى درجة للرائحة عقب أول هطول مطري في فصل الخريف، أو بعد تأخر المطر وانقطاعه في فصل الشتاء.