وحتى في مواقع التواصل الاجتماعي نخاف أن يقدم أحد رأياً مخالفاً لأننا نرى ذلك طعناً في عملنا.
هل هذا الوضع المثالي هو الطبيعي أم لابد من وجود الاختلافات في المؤسسات؟!
يذهب أصحاب الخبرة والمتخصصون في الإدارة إلى أن هذا ليس الوضع الطبيعي بل لابد من الاختلافات بل ويذهبون إلى أبعد من ذلك فيرون أنه لابد من الصراعات، فالصراع التنظيمي هو العملية التي تسعى فيها وحدات نظام ما لتحقيق مصالحها على حساب مصالح وحدات أخرى، وبالتالي فهناك صراع على مستوى الفرد والجماعات والمؤسسات.
والمدير الناجح هو من يستطيع إدارة هذه الصراعات بدلا من الخوف من وجودها، فمن الممكن من خلال الصراعات إبراز القدرات والاستعدادات الكامنة، وتغيير الوضع القائم للأفضل وشحذ همم العاملين للإبداع والتجديد لإثبات الوجود، فالجاذبية والتجانس المطلق ليس خيراً دائماً بل قد يؤدي إلى الركود، الأهم أن لا تزيد عن حدها وتتسبب في الضرر، فقد تؤدي الصراعات إلى تصرفات غير مسؤولة، واستغلال المعلومات وبث الإشاعات المغرضة كما قد يحدث في مواقع التواصل الاجتماعي، وإعاقة العمل التعاوني وتبديد الطاقات والجهود، وقد تتطور لتصل إلى مشكلات اجتماعية خارج الأسوار.
إذن كيف يمكن أن ندير صراعاتنا التنظيمية؟
هناك أكثر من إستراتيجية لإدارة الصراع التنظيمي، فمن الإستراتيجيات: إستراتيجية الإخماد باستخدام السلطة، وإستراتيجية التجنب بتحويل الاهتمام لشيء آخر، وإستراتيجية التسوية بالتوصل لحل وسط، وإستراتيجية تدخل طرف ثالث، وإستراتيجية الانضمام بضم الأطراف المتصارعة لعمل جديد يجمعها، وإستراتيجية العملية الديمقراطية عن طريق الاجتماعات واللقاءات، وإستراتيجية المجابهة من خلال طرح كل فريق لما عنده، وإستراتيجية تبادل الوظائف بأن يشغل كل طرف موقع الطرف الآخر بحيث يفهم واقعه بصورة أكبر، وقد يعذره.
من القصص الشهيرة أن معالي الدكتور عبد العزيز الخويطر -رحمه الله- عندما كان وزيراً للتعليم كتب خطاباً لوزارة المالية يطلب دعماً لمشروع، بعدها مباشرة كلف الوزير الخويطر بوزارة المالية لإجازة الوزير، وعندما أتاه خطاب وزير التعليم رد عليه بالرفض لأنه رأى أن المالية لا تستطيع.
@shlash2020