إن مثل هذه المبادرات، تعتبر منفذا حقيقيا للتبادل المعرفي بين الأجيال ونشر الثقافة الوطنية والاستعداد الفكري الواعي لاستقبال الثقافات المتنوعة وغربلتها وفق الخصوصيات الأساسية، التي تعكس أصالة الهوية الوطنية، ما يساعد على دعم الإنسانية وتحفيز الجيل على استيعاب الفكرة في الكتاب والتواصل معها بشكل ملموس وحيوي، على أساس قادر على فتح منافذ الوعي والتفكير والإحساس.
وهو ما يتوافق مع رؤى المملكة في احتواء أبنائها بتقديم كل سبل التطوير والمشاركة والدعم والتحفيز؛ من أجل خلق طاقة بشرية سعودية حقيقية بهمة شامخة وحضور عميق وأصيل مواكب لثقافات العالم معتز بذاته وثقافته الوطنية.
فالمسابقة التي سعت إثراء إلى تثبيتها تحمل أبعادا تستشرف المستقبل من خلال إبداعات الجيل والقرب منه بتقديم الكتاب لا كمجرد حضور جامد بل كمواكب بدوره للتطور الرقمي، ولذلك كانت المسابقة مبنية على فكرة التواصل المتكامل بين الأفراد عبر كل الوسائل في المدارس والمعاهد والجامعات عبر المنصات الرقمية، ولذلك تركزت المسابقة على ثلاث مسابقات فرعية، تمثلت في صناعة المحتوى تشجيعا على حضور الكتاب في البرامج من خلال المراجعات وطرق تقديم الكتب وتخصيص البرامج المشجعة على القراءة، ومسابقة قارئ العام وهي فرصة بحث عن الكتب والتواصل الفكري معها واستيعابها والتعبير عنها تحريرا وإلقاء، وكذلك سفراء القراءة التي تقدم المساهمين في نشر الكتاب والتحفيز على القراءة من مربين وأساتذة ومعلمين؛ سعيا لخلق صلة بين كل الأجيال والتواصل الفكري والحسي بين الكل بتجاوز الهوة الفكرية، وبالتالي السماح لكل الأجيال بالتواصل معا؛ من أجل مصلحة الوطن وثقافته وتنميته.
فرغم التطور التقني وتحول إيقاع حياتنا على أساسه وانخراطنا في المجتمع الرقمي والحياة الافتراضية والتواصل الاجتماعي من خلال المواقع المختلفة، إلا أن التعايش وفقها لا يمكن أن يلغي الكتاب ولا يستثني الإبداع بل يمهد له ليصل أكثر وتلك هي الحلقة التي تبني وتخلق التواصل وتحمي الأجيال وتبني عقولهم بالفكر وتحولهم إلى فاعلين مؤثرين على التقنية لا مستهلكين لها دون إضافة أو تطوير يذكر.