وليبيا منقسمة منذ عام 2014 بين ميليشيات في الغرب تحت سيطرة حكومة الوفاق الوطني تدعمها تركيا وقطر وتغذى بمرتزقة تنظيم «الإخوان» العالمي، والجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر، الذي يجد دعما شعبيا وخارجيا.
وقال الفرجاني: إنه يخشى من نفوذ تركيا التي تدعم الحكومة المتمركزة في طرابلس، ويضيف: ذهبنا للقتال في سبيل وطننا، نريد حياة أفضل.
ويأتي «ملتقى الحوار السياسي الليبي» بعد فترة هدوء نسبي دامت شهورا في البلاد الغارقة في الفوضى منذ إطاحة الديكتاتور معمر القذافي في العام 2011.
وانطلقت الإثنين جولة جديدة من الحوار الليبي في تونس بمشاركة 75 ممثلا عن الأطراف الليبية برعاية الأمم المتحدة، التي أبدت تفاؤلا بالوصول إلى توافقات حول خارطة طريق تنهي حوالي عشر سنوات من الفوضى في البلاد.
وعبرت الأمم المتحدة عن «تفاؤل» بينما وصف الرئيس التونسي قيس سعيّد المحادثات في بلاده بأنها «تاريخية».
وترمي المحادثات السياسية، التي تندرج في إطار عملية متعدّدة المسارات تشمل المفاوضات العسكرية والاقتصادية، إلى توحيد البلاد تحت سلطة حكومة واحدة وتمهيد الطريق أمام إجراء انتخابات.
وغرد المبعوث الأسبق الأممي إلى ليبيا غسان سلامة على تويتر «بعد التقدم الكبير الذي تحقق في المسارين العسكري والاقتصادي، يلتقي الليبيون اليوم للبدء بحوارهم السياسي، دعت البعثة 75 منهم فجاءوا ولم يتخلف أحد».
ويوم الجمعة الموافق 23 أكتوبر، وقّع طرفا النزاع في ليبيا في جنيف «اتّفاقاً دائماً لوقف إطلاق النار» بـ«مفعول فوري»، مهّد الطريق أمام استئناف تصدير الإنتاج النفطي الليبي وشكّل تقدّما على خط إنهاء الأزمة السياسية المستمرة منذ سنوات.
وخلافا للمباركة الإقليمية والدولية، قلل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، من اتفاق طرفي النزاع في ليبيا في جنيف، وذلك في تصريح بعد نحو ساعة من توقيعه بالقول: إن وقف إطلاق النار في ليبيا لا يبدو قابلا للتحقق.
وأضاف أردوغان: إن وقف إطلاق النار في ليبيا سيكون مثل اتفاقات وقف إطلاق النار، التي تمّت بين أذربيجان وأرمينيا، متسائلا: هل التزم الأرمنيون بوقف إطلاق النار؟، مجيبا: كلا، هذا لم يحدث.حسب تعبيره.
وقد أبدت رئيسة بعثة الأمم المتّحدة للدعم في ليبيا بالإنابة ستيفاني وليامز الأحد تفاؤلها بإمكان تحقيق نتائج إيجابية في المحادثات، مشددة في وقت سابق على ضرورة مغادرة جميع المرتزقة والمقاتلين الأجانب من ليبيا في غضون 3 أشهر.
ويشكل الاتفاق في المقابل ضربة موجعة لأجندة تركيا الرامية لاستمرار الفوضى في ليبيا تكريسا لنهب ثرواتها، وتشير هذه التطورات إلى أن التوافق الأخير بين الأطراف المتنازعة في ليبيا يبدو نقطة مهمة في المشهد هناك ويؤشر على إمكانية إنهاء الأزمة المستعصية في البلاد وفي ذات الوقت قطع الطريق أمام أوهام أردوغان المتقمص لشخصية أتاتورك معتقدا أن أي أرض يرسل لها جنودا أتراكا تعتبر امتدادا للإمبراطورية العثمانية الغابرة.
والهدف من المحادثات هو انتخاب مجلس رئاسي من الأعضاء الثلاثة الممثلين عن الشرق والغرب والجنوب وهي المناطق الكبرى في ليبيا، وكذلك انتخاب رئيس حكومة ليشكل فريقا وزاريا يخضع بدوره للتمثيلية المناطقية.