«الغاز» وحفريات الشوارع.. «همّ ثنائي» في أحياء الحاضرة

رغم الصلاحيات الكبيرة الممنوحة لها في التقرير والمتابعة لأعمال البلديات، إلا أن المجالس البلدية في المنطقة الشرقية لم تحظَ بثقة المستفيدين بعد، خاصةً في ظل المطالب المتكررة بمشروعات نوعية في المحافظات والمدن، ومشاركة المواطنين في المناقشات عبر التواصل المباشر مع الأعضاء، وفق اجتماعات دورية، إضافةً إلى بحث مشكلاتهم على أرض الواقع، وتكثيف المتابعة والرقابة على أداء البلديات؛ للنهوض بمستوى الخدمات التي تقدّمها.
«اليوم» تفتح ملف المجالس في مختلف مدن ومحافظات المنطقة؛ لاستطلاع آراء المواطنين والمقيمين حول أدائها، ورصد تطلعاتهم التي ينشدون تحقيقها خلال الفترة المقبلة، وكذلك مدى رضاهم عما تحقق من إنجازات ومشروعات خلال الفترة الماضية من عمر المجالس.
مؤشرات لقياس أداء المجالس والأعضاء
أكد أستاذ الهندسة المدنية المشارك بجامعة الإمام عبدالرحمن بن فيصل د. عثمان الشمراني، أنه يجب على المجالس البلدية أن تقوم مقام مجالس الشورى على عدة نطاقات أصغر، مما يتطلب أن ترتقي بمخرجاتها للوطن والمواطنين وضيوفه، إضافة لضرورة إيجاد مؤشرات لقياس الأداء، سواء للمجالس أو أعضائها، لتحسينه بناءً على المكتسبات. وأوصى كل مَن يرشّح نفسه لعضويته أن يعلم أولًا أن هذا العمل تكليف للوقوف على احتياجات المواطنين والمقيمين ، وتشريف إذا ما تم إنجاز متطلباتهم بما يوافق الأنظمة ، وان يمثل العضو مجتمعه خير تمثيل، وأن يوصل أصواتهم واحتياجاتهم إلى صنّاع القرار.
الوقوف على جودة وزمن الإنجاز
اتفق عدد من الأكاديميين والمواطنين في حاضرة الدمام، على خطورة محلات وسيارات الغاز داخل الأحياء السكنية، وطالبوا بنقلها الى أماكن تنطبق عليها شروط السلامة بعيدًا عن الأحياء، وكذلك استمرار ظاهر حفريات الأسفلت بالشوارع وتسببها في أضرار للمركبات، وطالبوا المجلس البلدي بعقد اجتماعات دورية مع أهالي الأحياء؛ لتلمس احتياجات الأحياء، ومناقشتها في المجلس، وللوصول إلى نسب عالية في الارتقاء بالمنطقة، بما يحقق رؤية المملكة 2030.
وقال د. طارق المهاوش إن المجلس البلدي يقدم الكثير، ولكن على استحياء في رفع جودة الحياة، وبالتالي لا يحقق رؤية المملكة 2030 لأسباب عديدة، منها عدم التفرغ، وازدواجية المهام، والمرجعية.
وأكد ضرورة وضع تصوّر عام وتفصيلي للمدينة النموذجية، ودراسة القرارات والمشاريع الحالية والمستقبلية لكل جهة خدمية، ورفع تقارير لدعمها أو تحويرها لاتجاه المدينة النموذجية، مع رصد كافة الملاحظات، والرفع بالمرئيات، والعمل على تكثيف الزيارات الميدانية، والتواصل المستمر مع المواطن عن طريق منصات التواصل الاجتماعي الفاعلة. وأشار إلى ضرورة إقدام المجلس البلدي على حلول شاملة ودقيقة، قابلة للتطبيق، ضمن ميزانيات معتمدة، بمشاركة الأقسام الفنية في الجهات الخدمية الحكومية المختلفة، والتنسيق المباشر لتنفيذ الحلول والقرارات مع أعلى ممثل للجهة الخدمية بالمنطقة والاستمرار بدور الرقيب والوقوف على جودة وزمن الإنجاز.
حي «الأمانة» يفتقد التشجير والحدائق العامة
أوضح المواطن بندر الحمدي أنه لا توجد إنجازات تذكر للمجلس البلدي، وكثير من مطالب المواطنين لم يجد لها حلًا، وأشار إلى معاناته بحي الأمانة الذي يفتقد التشجير والحدائق العامة، مضيفًا إن هناك أحياء في الدمام تتواجد فيها محلات الغاز رغم خطورتها بالقرب من الأحياء السكنية، وطالب بنقلها إلى أماكن تنطبق عليها شروط السلامة، ودعا المجلس إلى متابعة طلبات المواطنين والوقوف عليها حتى تنفيذها.
تدني «النظافة» في سوق الخضار
أكد المواطن «علي القريش» أنه على المجلس البلدي متابعة سوق الخضار المركزي بشكل مستمر، خاصةً في ظل تدني مستوى النظافة بشكل عام، والعشوائية في التنظيم، وانتشار البسطات غير النظامية، وسوء حفظ وتخزين الأغذية، وظهور علامات التلف والفساد عليها، إضافةً إلى إقامة مزاد عشوائي، بما ينافي الأنظمة واللوائح المنصوص عليها.
وطالب القريش بإيجاد حل لمشكلة مياه الأمطار، خاصة أننا مقبلون على فصل الشتاء، والذي يتخلله موسم أمطار، ويشهد تجمّعات للمياه في الشوارع والأحياء؛ ما يسبب أضرارًا للمواطنين، وأشار إلى عدم وجود ممشى للأهالي في الأحياء، مقترحًا استغلال الأراضي الخالية لإقامة ممشى عليها بشكل نموذجي، يُتيح للأهالي فرصة المشي بشكل آمن وسط قواعد السلامة المتبعة في مثل هذه المشاريع، وطالب بحاويات للنفايات الزراعية، موضحًا أن الأمانة تسيّر سيارات لجمع هذه النفايات، ولكنها لا تقوم بدورها بالشكل المطلوب.