وتابع: بينما كانت أوروبا تكافح تفشي وباء كورونا في سبتمبر، فرش رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس السجادة الحمراء لضيف أجنبي غير معروف.
وبحسب الكاتب، لم يكن الضيف زعيم دولة ولا خبيرًا صحيًا لمكافحة الفيروس، وإنما كان آدم بوهلر رئيس مؤسسة تمويل التنمية الدولية الأمريكية، التي أنشئت العام الماضي، وأشادت بها واشنطن كبديل لمبادرة الحزام والطريق الصينية، وهي خطة بكين التي تبلغ تكلفتها مليارات الدولارات لتمويل مشاريع البنية التحتية وتوسيع العلاقات التجارية حول العالم.
ولفت إلى أن زيارة بوهلر، التي أعقبها وزير الخارجية الأمريكي، كانت إشارة واضحة على قلق واشنطن بشأن اهتمام الصين المتزايد ونفوذها في أوروبا، خاصة اليونان.
وتابع: تُعدّ اليونان موطنًا لواحد من أكثر مشاريع الحزام والطريق شهرة، وهو ميناء بيرايوس، من بين أكبر المشاريع في أوروبا الذي تسيطر عليه الآن شركة الشحن الصينية العملاقة كوسكو المملوكة للدولة.
وأضاف: كان الهدف المحدد لبويلر هو إقناع ميتسوتاكيس بأن ثاني أكبر حوض بناء سفن في اليونان وشبه المفلس في إلفسينا يجب أن يقبل الاستثمار من الهيئة الأمريكية، خشية وقوعه في الأيدي الخطأ، وفقًا لمصدر رفض الكشف عن هويته.
ومضى يقول: أفادت تقارير إعلامية محلية بأن الشركات الأمريكية مهتمة بشراء حصص مسيطرة في ميناء ألكساندروبولي، الذي يجري خصخصته، ورغم أنها أصغر بكثير من بيرايوس، إلا أنه يقع في موقع إستراتيجي بالقرب من حدود تركيا.
وتابع: زادت واشنطن الضغط على اليونان فيما يتعلق بمستقبل ميناء بيرايوس، الذي يُقال إنه الأقدم في أوروبا، وظهر ذلك عندما وجدت كوسكو نفسها تكافح للحصول على موافقة من السلطات اليونانية لبناء محطة حاويات رابعة في الميناء.
وتابع: قبل أقل من أسبوعين من عقد الرئيس شي جين بينغ مؤتمرًا بالفيديو مع قادة الاتحاد الأوروبي في سبتمبر، أرسل كبير دبلوماسييه، عضو المكتب السياسي يانغ جيتشي، إلى أثينا للقاء ميتسوتاكيس لمعرفة المزاج السياسي.
ولفت الكاتب إلى أن زيارة بوهلر إلى اليونان، في سبتمبر أيضًا، خلقت مزاجًا جديدًا حول مستقبل بيرايوس، يختلف تمامًا عما كان عليه الحال عندما قام شي بجولة في الميناء في نوفمبر من العام الماضي أثناء زيارة رسمية إلى أثينا.
وتابع الكاتب: يقول المحللون «إن الموقف اليوناني يعكس نهج الاتحاد الأوروبي الحذر المتزايد تجاه العلاقات مع الصين».
وأردف: في الوقت نفسه، تعتمد اليونان أيضًا على واشنطن، بالنظر إلى الضمان الأمني الذي تحتاجه في مواجهة العداء المتصاعد في البحر المتوسط مع تركيا برئاسة أردوغان.
ومضى يقول: بالنسبة للولايات المتحدة، تتمثل الأولويات مع اليونان في تقليل اعتمادها الاقتصادي على الصين، وتعزيز قدراتها الدفاعية ضد تركيا، ودرء نفوذ روسيا المستمر في المنطقة، وتطوير الموانئ اليونانية كمراكز لنقل الطاقة الأمريكية إلى شرق ووسط أوروبا.
ودلل الكاتب على موقفه باستقبال رئيس الوزراء اليوناني لوزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، بعد زيارة يانغ مباشرة في سبتمبر، في منزل عائلته في جزيرة كريت، وهو ترتيب استثنائي لشخص ليس نظيرًا لرئيس الحكومة.
وتابع يقول: بشكل أثار استياء بكين، وافقت اليونان على الاشتراك في مبادرة «الشبكة النظيفة» للاتصالات السلكية واللا سلكية التي تقودها الولايات المتحدة خلال زيارة بومبيو، متراجعة بشكل فعّال عن تقنية الجيل الخامس لعملاق الاتصالات الصيني هواوي.
وأردف: في المقابل، حصلت اليونان على ما تريده من بومبيو، الذي أعلن أن إحدى أحدث وأكبر السفن الحربية التابعة للبحرية الأمريكية، ستتمركز في جزيرة كريت.
