DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

سياسات ماكرون تعزز انفصالية المسلمين في فرنسا

سياسات ماكرون تعزز انفصالية المسلمين في فرنسا
سياسات ماكرون تعزز انفصالية المسلمين في فرنسا
مسلمون في مارسيليا يؤبنون ضحايا هجوم نيس (أ ف ب)
سياسات ماكرون تعزز انفصالية المسلمين في فرنسا
مسلمون في مارسيليا يؤبنون ضحايا هجوم نيس (أ ف ب)
قالت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية إن فرنسا تؤجج التطرف الإسلامي بالطريقة، التي تحاول بها منعه.
وبحسب مقال لـ«فنسنت جيسر»، بعد أيام من مقتل مدرس التاريخ صموئيل باتي على يد شباب شيشاني بعد أن عرض الأول رسوما مسيئة للرسول الكريم -محمد صلى الله عليه وسلم-، أعلن وزير الداخلية جيرالد دارمانين عن حملة لملاحقة مَنْ ينشرون الكراهية عبر الإنترنت، ثم أصدر قرارًا بحل جمعية بركة سيتي، وهي منظمة إنسانية غير حكومية، تقول الحكومة إنها أعربت عن سعادتها بتبرير الأعمال الإرهابية.
وتابع: كما هددت الحكومة بحظر مركز كوليكتف ضد الإسلاموفوبيا في فرنسا، وهو منظمة غير ربحية تواجه العنصرية ضد المسلمين، وهو مركز يعتبره دارمانين يعمل ضد الجمهورية.
وبحسب الكاتب، إضافة إلى التدابير الأمنية لمكافحة الإرهاب، ردَت الحكومة الفرنسية على مقتل باتي بإعادة التأكيد بقوة على حق حرية التعبير، وتأكيد الدور المركزي للعلمانية الفرنسية داخل جميع مؤسسات الدولة، خاصة المدارس الحكومية.
ومضى يقول: يقوم مفهوم الحكومة الفرنسية للإسلام الراديكالي على افتراض إشكالي قائم على فكرة أن السبب الرئيس للإرهاب في فرنسا هو فشل المسلمين الفرنسيين في تبني الثقافة العلمانية للبلاد بشكل كامل. وفي بداية أكتوبر، أعلن ماكرون خطة حكومية جديدة لترسيخ المبادئ الجمهورية لمكافحة ما أسماه الانفصالية.
وأضاف: تفترض فكرة الرئيس عن الانفصالية أن أقلية كبيرة من المسلمين تميل إلى تمييز نفسها بطريقة أو بأخرى عن بقية المجتمع الفرنسي، عن طريق إنشاء جيوب في الضواحي المحرومة أو بناء بيئات إسلامية من نوع ما حول المدارس الإسلامية أو متاجر الحلال أو المساجد. لكن هذه الفكرة تعرض التماسك الاجتماعي للخطر.
وشدد على أن مشكلة تلك الفكرة في أنها تعامل المسلمين ضمنيا باعتبارهم فئة منفصلة عن الشعب الفرنسي وكمواطنين غير ناضجين ينقصهم إدراك فكرة الجمهورية العلمانية.
وتابع: وفقا للعديد من الدراسات والكثير من الأبحاث الإحصائية، فإن غالبية المسلمين في فرنسا مندمجون جيدًا ثقافيًا واجتماعيًا رغم أنهم أقل من الناحية الاقتصادية، جزئيا بسبب التمييز الوظيفي ضدهم في سوق العمل.
وأضاف: يميل الخطاب السياسي السائد في فرنسا إلى توبيخ المسلمين الفرنسيين لفشلهم في إدانة التطرف الإسلامي بوضوح، إلا أن هذا الاتهام لا يعكس سوى حالة من عمى الألوان لدى النخبة السياسية.
ومضى يقول: في أثناء بحثي، وجدت أمثلة عديدة لجماعات إسلامية تدين الإرهاب. بعد هجمات عام 2015، دعا اتحاد قيادي للجماعات الإسلامية أئمة المساجد إلى الدعاء في صلاة الجمعة أن يحفظ الله فرنسا، ويؤدي المسلمون العديد من الصلوات تعبيرا عن التضامن مع ضحايا الإرهاب الإسلامي من غير المسلمين. وبالطبع هناك مسلمون أيضا بين الضحايا.
ولفت الكاتب إلى أن قلق الحكومة بشأن الانفصالية الإسلامية يمثل إشكالية في الخلط بين ظاهرتين مختلفتين، وهما: الإرهاب الإسلامي، الذي يهاجم رموز الأمة الفرنسية من ناحية، ومن ناحية أخرى، الطائفية الإسلامية التي هي تعبير عن هوية بعض المسلمين كمواطنين فرنسيين ومؤمنين بالإسلام.
وتابع: لذلك، فإن التحذير من الخطر المزعوم للانفصالية لن يساعد في حشد المسلمين الفرنسيين ضد التطرف أو تشجيعهم على الانتماء إلى الأمة، بل سيؤدي إلى النقيض من ذلك تمامًا، ولن يؤدي خطاب الحكومة الفرنسية إلا إلى إقناع بعض المسلمين بأنهم مختلفون بالفعل عن الفرنسيين الآخرين.
وحذر الكاتب من أن ذلك قد يعجل في حدوث ما يخشاه قادة البلاد، وهو وجود هوية ومجتمع مسلم منفصل داخل فرنسا.