مؤسسات داعمة
وقالت د. هيا المزيد إن هناك مؤسسات داعمة للمريضات بسرطان الثدي، على رأسها وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية، مضيفة: كل مريضة سرطان ثدي يحق لها أن تصرف مبلغًا من التأهيل الشامل، أيضًا الجمعية السعودية لمكافحة السرطان تقدّم خدمات نقل وإسكان للمريضات، ومساعدات مالية للحالات ذات المستوى الاقتصادي المنخفض، وهناك أيضًا إسكان للمريضات القادمات من خارج مدينة الرياض، وجمعية زهرة توفر الدعم النفسي والاجتماعي لمريضات سرطان الثدي، وأيضًا توفر الاحتياجات التجميلية التي يحتجن إليها من الشعر المستعار وغيره.
ورم خبيث
وعرّف د. متعب الفهيدي سرطان الثدي بأنه ورم ناتج عن تكاثر مجموعة من الخلايا غير الطبيعية بشكل غير منتظم، تنمو هذه الخلايا وتكبر وتكون كتلًا لديها القدرة على الانتشار إلى أماكن بعيدة عن منطقة الثدي.
أسباب مجهولة
وعن سبب تكون هذه الخلايا، أوضح الفهيدي أننا حتى الآن لا نعرف لماذا تتحول تلك الخلايا وتصبح لديها القدرة على التكاثر والانتشار.
معدل الإصابة
واستكمل مفصلًا: لكي نعرف حجم المشكلة بشكل محلي، دعونا نرَ حجم المشكلة عالميًا، فسرطان الثدي هو المرض الأكثر تشخيصًا، والسبب الأقوى لحدوث الوفاة على مستوى العالم، فتوجد في العالم مليون و700 ألف حالة إصابة بسرطان ثدي، ونصف مليون حالة وفاة سنويًا، ومعدل الإصابة العالمي هو 43 حالة لكل 100 ألف سيدة سنويًا، وبالنسبة للمملكة، وبناء على آخر إحصائية صدرت عن السجل السعودي للأورام في عام 2019، تم تسجيل 2240 حالة إصابة بسرطان الثدي، وهي تمثل تقريبا 17 % من نسبة جميع أنواع السرطانات.
إصابة الرجال
وأضاف: على الرغم من أن سرطان الثدي هو الأكثر شيوعًا عند السيدات، فقد تم تسجيل 42 حالة إصابة بسرطان الثدي بين الرجال، وفي المملكة يمثل سرطان الثدي 27 حالة إصابة به لكل 100 ألف سيدة، ويأتي سرطان الثدي في المركز الأول بين الأمراض السرطانية التي تصيب السيدات، ثم الغدة فالقولون والمستقيم، وعند الرجال القولون والمستقيم يأتيان في المركز الأول، ثم الغدد اللمفاوية.
التوعية الصحية
واختتم الفهيدي قائلًا: مع أن التوعية الصحية تحسّنت في السنوات العشر الأخيرة، فإننا حتى الآن نجد أن المعلومات محدودة في أماكن متفرقة بالمملكة، وهدفنا أن يتم الكشف عن سرطان الثدي قبل أن يكون ملموسًا أو محسوسًا بواسطة يد المريضة أو الطبيب، ونريد أن نكشفه قبل أن يتجاوز 1 سم، وللأسف عادة تأتي السيدات للعيادة ويكنّ قد شعرن بالكتلة منذ 6-9 أشهر، وفي فترة كورونا جميع المرضى الذين رأيتهم يعانون المرض منذ أكثر من 6 أشهر، وهذا هو ما يحدث دائمًا.
دعم شامل
وأكد د. أيمن عريف أن مرضى سرطان الثدي يحتاجون إلى دعم شامل، وإلى إعطائهم صورة كاملة وفرصة الحياة الطبيعية، بحول الله، بعد اكتمال العلاج، وهي فترة صعبة من حياة المرأة، ولكنها فترة وستمر إن شاء الله، تستطيع المرأة بعدها أن تعيش حياة طبيعية وتكون أسرة كاملة.
حفظ الخصوبة
وأخبر بأن بعض الفئات من النساء يشخّص مرضهن في سن الإنجاب، قائلًا: المرأة تولد بعدد معين من البويضات، وهذا العدد يكون عند سن البلوغ قرابة 500 ألف بويضة، وللأسف فإن العلاج الكيماوي يؤثر على المبايض ومخزون البويضات، في السابق كانت هناك أمور من الممكن عملها للمحافظة على الإخصاب، كإعطاء حقن معينة، ولكن الدراسات جميعها بيّنت أن هذه الحقنة لا فائدة منها، ولن تستفيد المرأة منها.
عودة الحياة
وأكمل: بدأت لاحقًا ثورة المحافظة على الخصوبة بطرق أخرى، وهذه التقنيات، بفضل الله، موجودة كلها بالمملكة، تقنية المحافظة على الخصوبة، فبمجرد أن تشخّص حالة المرأة نفضل أن يعرض الطبيب عليها، إن كانت بسن الإنجاب، الحفاظ على الخصوبة، ويفضل أن تحوّل لعيادة مختصة بهذا المجال للمحافظة على الخصوبة، المرأة قبل البدء بالعلاج الكيماوي أو الإشعاعي تأتي للعيادة، ونحتاج وقتها قرابة 10 أو 12 يومًا يتم فيها تنشيط مبايضها بأدوية معينة لا تؤثر على سرطان الثدي، وبعد تنشيط المبايض يتم سحب البويضات، ونقوم بما يسمى «التجميد السريع» الذي يحافظ على جودة الأجنة إلى وقت طويل جدًا، ونسب الحمل تكون عالية جدًا باستخدام هذه التقنية، وفي حال كانت المرأة عزباء وفي سن الإنجاب، نحافظ على بويضاتها ويتم سحب البويضات عن طريق البطن، بعملية بسيطة جدًا لا تستغرق أكثر من عشر دقائق، ولا تحتاج غير بنج موضعي فقط، ولدينا مرضى أكملوا علاجهم واستخدموا عيّناتهم وأنجبوا أطفالًا، ويعيشون، ولله الحمد، حياة كريمة وسعيدة.