فالموهبة كما تكلمت عنها سابقا، قوة فكرية فطرية من نمط رفيع يجب اكتشافها في أبنائنا وتنميتها والعمل على الارتقاء بها لاستخراج إنسان متميز يمتلك قدرة استثنائية واستعدادا غير عادي في مجال أو أكثر. وأبناؤنا وبدون مبالغة لديهم الكثير من المواهب لكن للأسف يتأخر اكتشافها والسبب نحن.
اكتشاف الموهبة لا يحدد بمكان، الموهبة تكتشف في البيت خاصة وأن الأسرة هي المحضن الأول الرئيس للطفل ومسئوليتها كبيرة في اكتشاف وتنمية ورعاية المواهب.
وكذلك المدرسة بالتأكيد يمكنها اكتشافها.
الموهبة، عطية من الله. لكن لا بد من بذل كل الجهد لصقلها ورعايتها.
أقول للآباء والأمهات والمربين لا عذر لنا جميعا في تأخر اكتشاف مواهب أطفالنا، وليس لدينا أي مبرر نقوله خاصة في هذه الفترة التي يطول فيها بقاؤنا في المنزل بسبب الجائحة التي بفضل الله ستزول وفي كل الأوقات.
لنكن أكثر ملاحظة لميول أطفالنا التي تبدأ في سن مبكرة ولنشجعها، وبتشجيعنا نكتشف جوهر الموهبة المختبئة لديهم.
وعندما تكتشف الموهبة يؤمل التدخل التربوي السريع لإثرائها، وتنميتها للوصول بها في النهاية إلى تحقيق أقصى حد ممكن تسمح به طاقاتها وقدراتها، فعندما يظهر الطفل امتيازا مستمرا في أي مجال له قيمة، أو يستمتع بالتعبير الذاتي، خصوصا في حواره ونقاشه مع الآخرين، وظهور قدراته الفريدة في التعلم، وقوة الملاحظة وتحدي المشكلات، وفي اختياره للألعاب المتطورة والمعقدة وفي كثرة أسئلته “لماذا؟ وكيف؟ ” في هذه الحالة يجب علينا تنمية الموهبة ودعمها بكل الوسائل.
فقد أثبتت الدراسات أن موهبة الموهوب تتجلى تحليليا في قدرته على التحليل والنقد وإصدار الأحكام والمقارنة والتقييم والتفسير، وكذلك موهبة الموهوب إبداعيا تتجلى في الاكتشاف والابتكار والتحليل ووضع الفرضيات وتوليد الأفكار بمهام تتطلب توليد الأفكار وهذا ما نرجوه، ويؤمل تفعيله في أسلوب التعليم وتطويره في مدارسنا، ومن معلمينا وفي مناهجنا.
فاكتشاف الهواية التي هي أول خطوة نحو اكتشاف الموهبة وممارستها في وقت مبكر من عمره، يعتبر شيئا هاما، وحيويا، حيث يساعد على اكتمال النمو، والنضج النفسي، وعلى الإحساس بالذات، والكيان الشخصي. أبناؤنا أكبادنا تمشي على الأرض..
[email protected]