والرابعة أنه يكون سببا في بعدك عن الدين أو التقصير في طاعة ربك، أو يسحبك معه لارتكاب المعاصي بدءا من صغائر الذنوب إلى كبائرها، والخامسة كثرة إهانتك وتشويه سمعتك عند المقربين منك أو مع من تعمل معهم أو في شبكات التواصل الاجتماعي، وفي الغالب يكون السم الذي يبثه مبنيا على تحليلاته الخاصة وتفكيره الخاص والتي ليست بالضرورة أن تكون صحيحة، ولا يعتبر لأي دليل يناقض تحليله أو لأقوال الطرف الآخر وتفسيراته، وتفسير ذلك أن (الأنا) متضخمة عنده فلا يرى تفسيرا إلا تفسيره، والسادسة أنه يشعرك بالذنب والتقصير تجاهه دائما، فلا يمتلك عين النحلة التي تبحث عن الأزهار والورود على الرغم من وجود الأشواك فيها، ولكنه ينظر بعين الذبابة التي تبحث في القاذورات، فهو لا ينظر إلى النجاحات والمواقف الجميلة في العلاقة والعشرة بينكما، بينما يركز على بعض المواقف التي لا تتجاوز أخطاؤها عدد أصابع اليد الواحدة.
السابعة يريد أن يعزلك عن علاقاتك الأخرى وصداقاتك، فمن أنانيته في العلاقة أنه يتضايق منك لو تواصلت مع أحد ودائما يشك فيك بأن لديك أحدا أهم منه أو تحبه أكثر منه، الثامنة كثرة غضبه عليك في المواقف أو إذا تأخرت بالرد عليه بالهاتف أو وسائل التواصل، ولو كان عندك ظرف قاهر فإنه لا يراه مهما مثل أهمية الرد عليه فهو لا يرى إلا نفسه ولا يرى شيئا أهم منه في كل لحظة، ويريدك دائما أنت تحت رحمته وأمره وطلبه. فهذه ثماني علاقات سامة تنتهي بالفشل غالبا ما لم يتدارك من يبث السم نفسه ويصحح مسيرته فيعالج علاقته ويحولها من اللوم إلى الفهم، ومن سوء الظن إلى حسن الظن، ومن عين الذبابة إلى عين النحلة، فتكون العلاقة صحية وتقوم على الاحترام والتقدير والثقة والحرية، مع إعطاء مساحة لكل طرف بأن يعيش حياته كما يريد واحترام هذه المساحة مع الثقة حسن الظن.
@drjasem