التهديدات التي يشكلها النظام في إيران على المنطقة والعالم لا تتوقف عند حدود تسليح طهران لأذرعها الإرهابية في لبنان واليمن ودول عربية بغية أن تستمر تلك الميليشيات في ارتكاب المزيد من الاعتداءات والجرائم التي تتجاوز كل القوانين الدولية والأعراف الإنسانية، بل إن النظام الإيراني يسعى لتعزيز قدرته على تهديد السلام العالمي من خلال محاولاته المستمرة لامتلاك السلاح النووي، وهو أمر بالغ الخطورة في حال تحقق لدولة نذرت نفسها لأن تكون الراعي الأول للإرهاب.
ما أكده تقرير لوزارة الخارجية الأمريكية بأن البرنامج النووي الإيراني لا يزال يشكل تهديدا للسلام الدولي، في ظل استمرار فشل النظام الإيراني في الامتثال لشروط الوكالة الدولية للطاقة الذرية ومحاولاته المتكررة لإخفاء مساعيه الرامية للحصول على سلاح نووي، حيث جاء في الفصل الخامس من تقرير أصدرته وزارة الخارجية الأمريكية مؤخرا بشأن إيران، أن برنامج طهران النووي شكل مصدر قلق كبير للمجتمع الدولي منذ أن تم كشف أنشطتها النووية السرية لأول مرة في عام 2002، فهي تسعى لاستخدامها كأدوات للابتزاز النووي، تنتهك شروط الوكالة الدولية للطاقة الذرية، ومعاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية.
وما تضمنه أيضا من أن الاتفاق النووي المبرم مع إيران في 2015 فشل في توفير خطة دائمة للتعامل مع الأنشطة النووية المزعزعة للاستقرار التي يقوم بها النظام الإيراني، بل إنه شجع طهران وجعلها أكثر خطورة.
وما أشار له التقرير عن إن تاريخ إيران في الإنكار والتأخير والخداع في تعاملها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية يعيد نفسه، فقد رفضت التعاون الكامل مع طلبات الوكالة للإجابة عن الأسئلة المتعلقة بالمواد والأنشطة النووية منذ يوليو 2019، كما أن فشل إيران في تلبية معايير الوكالة الدولية للطاقة الذرية يثير تساؤلات جدية حول امتثال إيران لضماناتها والتزاماتها بموجب معاهدة حظر الانتشار النووي.
فهذه المعطيات الآنفة وغيرها من التفاصيل المرتبطة بمشهد التهديد الايراني للأمن العالمي تؤكد أن المجتمع الدولي بات أمام خيار أوحد وهو التصدي الرادع للسلوك الإيراني الذي يفقد كل أهلية لأن يكون جزءا طبيعيا من هذا العالم.