قضايا المسلمين
وبيّن «الجهني» أن من تذكّر النِّعَم ما منّ الله به «سبحانه وتعالى» على هذه البلاد المملكة العربية السعودية فجمع شتاتها، وآخى بين أهلها، وحكّم فيهم كتاب الله وسنة رسوله «صلى الله عليه وآله وسلم»، فاعتصموا بحبل الله وساروا على صراط الله المستقيم، وذلك بفضل الله وتوفيقه، ثم بفضل القادة المصلحين المخلصين الإمامين محمد بن سعود والإمام محمد بن عبدالوهاب - رحمهما الله - حتى نشأت هذه الدولة في مراحلها الثلاث «ولله الحمد والمنة» في رخاء وازدهار، ثم قام الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل - طيّب الله ثراه - وأبناؤه البررة من بعده إلى هذا العهد الميمون عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - أمدّ الله في عمره على طاعته - وسمو ولي عهده الأمين - نصره الله وأيّده بتوفيقه - فقامت مزدهرة سعيدة هنيئة.
تقوية الروابط
وتابع: «ألا وإن أعظم النِّعم على حكامها وأهلها أن جعلهم الله خدامًا لضيوف الرحمن، فلم يألُ حكامها بكل غالٍ ورخيص في خدمة البيتين العظيمين، وخدمة قضايا المسلمين في كل بقاع الأرض». وأكد ضرورة المحافظة على مقوّمات هذه النعمة وتقوية روابط وحدتها، والأخذ على يد مَن يحاول فك ارتباطها، وإثارة الخلافات بأي سبب كان، وفي أي مجال كان.
وأبان فضيلته أننا «ولله الحمد» في مملكتنا العزيزة نعيش في ظلٍ وارفٍ من عدالة الإسلام وننعَم بعيش رغيد تحت الحكم الرشيد ونتقلب في أمن شامل، حسدنا عليه القريب والبعيد، ونتمتع بإخاء وتراحم تحت راية التوحيد، كتاب الله وسنة رسوله «صلى الله عليه وآله وسلم».
إعمار المساجد
وفي المدينة المنورة، بيَّن فضيلة إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ د. عبدالله البعيجان أن المساجد بيوت الله وأحب البقاع إليه أُعدّت للعبادة والصلاة، وذكر الله، وإليها يأوي مَن آمن به وتولّاه، لا يعمرها إلا المؤمنون حقًّا، من مآذنها يتردد النداء إلى الصلاة عمود الإسلام، وثاني أركانه العظام، ومن محاربها ومنابرها انطلقت رسالة الإيمان، ففتحت القلوب والآذان ومحت ظلام الشرك والأوثان.
وقال إن من أفضل وأجل الأعمال وأعظمها منزلة عند الله عمارة المساجد، مضيفًا: «اجعلوا لبيوت الله من وقتكم جزءًا مقسومًا ومن عبادتكم نصيبًا مفروضًا وقدّموا لأنفسكم ما ينفعكم ويرفعكم الله به يوم القيامة، فأداء الفرائض في الجماعة من شعائر الإسلام وعلامات الإيمان». واختتم فضيلة إمام وخطيب المسجد النبوي الخطبة بالإشارة إلى جائحة كورونا التي عطَلت صلاة الجماعة، وما سببه ذلك من لوعة في قلوب المتعلقين بالمساجد، إلى أن جاء الفرج فجعل من كل ضيق مخرجًا ومن كل هم فرجًا، وها هي المساجد قد فتحت أبوابها وهُيّئت أرجاؤها، وتنتظر عمارها وزوارها، فاشكروا الله واسألوه أن يرفع ما بقي من الوباء، وأن يصرف عنا جهد البلاء، وأن يتم العافية والشفاء.