نتحدث عن الثقافة السعودية في هذا السياق، لنجد أن مخرجات هذه الثقافة قد بدأت منذ عقود، وامتدت إلى وقتنا الحاضر بزخم أكبر وأكثر تنوعا، وهو تدفق ثقافي تدعمه اتجاهات رؤية المملكة الواعدة في خلق مجتمع حيوي وبناء، وتنمية أوجه الثقافة المحلية وتعزيزها، وإحداث التغيير الإيجابي المدروس بأدوات ثقافية قادرة على خلق حالة جديدة من التقدم والنماء، حالة محفزة للأفراد والمجتمع بطريقة مباشرة وغير مباشرة إلى التطور المستمر الذي يجني الوطن والمجتمع ثمرته في نهاية المطاف، وما الموسيقى، والفنون التشكيلية والبصرية المختلفة، والآداب، والأزياء، وغيرها؛ إلا روافد تعزز من مظاهر الثقافة السلوكية والمعرفية، وهي حقول آخذة في التطور والاستمرار والإبداع بجهود أبناء الوطن وبناته.
وفي يومنا الوطني نشعر بالفخر لهذا التنوع بين أفراد المجتمع السعودي وفي كافة مناطقه المختلفة، هذا التنوع الذي يسهم بشكل مباشر في إثراء الوطن، كما يغمرنا العزم والشغف لمواكبة هذه النهضة والإسهام في صناعتها ودفعها للمزيد من التألق وإضفاء قيمة نوعية لها، وهكذا يقف المركز بطموحات كبيرة ونحن نقف أمام تسعة عقود من المجد والاحتفاء بالثقافة والهوية التي نعتز بها، متطلعين إلى عشر سنوات قادمة تضاعف فيها الجهود، ويستمر فيها الإبداع، وتتسارع فيها الخطوات، وهي ليست مجرد أحلام وأمان، بل خططا وإستراتيجيات ترسم أهدافا واضحة، وتأخذ هذه الطموحات من سماء الخيال إلى أرض الواقع، إذ يسعى المركز بحلول عام 2030 إلى الوصول إلى 15 مليون زائر لمبنى المركز ومرافقه وأقسامه، بالإضافة إلى تعزيز ثقافة التطوع ونشرها، وتمكين 100 ألف متطوع ومتطوعة في مختلف نشاطات المركز، كما يتطلع المركز لتعزيز الحضور الرقمي والتفاعل الإلكتروني بتسجيل 70 ألف عضوية للاستفادة من برامج المركز ومزاياه، وأكثر من 5 ملايين متابع لمنصات المركز الافتراضية المختلفة، أما في مجال صناعة الثقافة، فسيستمر المركز في إنتاج منتجات ثقافية وفنية وإبداعية من شأنها إثراء المجتمع، وتقديم ثقافة المملكة محليا وعالميا.
كل هذه الأهداف تأتي ضمن دور وطني يسعى المركز باعتزاز وحرص إلى تحقيقه على أتم وجه، لتكون المملكة العربية السعودية في الغد القريب -كما هي اليوم- رائدة عالمية في شتى المجالات، كما هو لائق بمكانتها وقيمتها الثقافية والحضارية.
مدير مركز إثراء