وقد تختل هذه العملية الديناميكية التي هي غاية في الأهمية وقد يزرع انتماء للوطن ولكن يصاحبه اختلافات ترجع للبيئة المحيطة به، ومن هنا تأتي «أزمة الهوية» التي نراها جلية في يومنا هذا داخل عدة من الأوطان فتتعدد الانتماءات وتدخل هذه الأوطان في اضطراب سيؤدي بدوره إلى عدم الاستقرار ومن هنا قد تصل إلى الانهيار والتفكك.
لذلك برز في الأبجديات السياسية دور الانتماء والأبعاد المصاحبة له، فالبعد الواضح للدولة هو الذي يمثل في سيادتها وكيانها ومؤسساتها التي تنظم المجتمع، فهذا ما هو ظاهر وهو ما يشاهد من الجميع لأنه وبالطبع لا يستطيع الشخص تلبية احتياجاته دونها، ولكن البعد غير الواضح والذي قد لا ينتبه له الكثير هو البعد «المعنوي» للدولة والذي يتمثل في الانتماء الوطني داخل هيكلية هذا المجتمع الذي ينعكس في البعد الواضح للدولة ويتحول إلى مصدر القوة والاستقرار والتماسك داخلها.
ومع قرب اليوم الوطني لذكرى توحيد وطني «المملكة العربية السعودية» يسترقني الفخر والعزة والانتماء عندما ألاحظ التلاحم بين أواصر وأطياف المجتمع الذي من خلاله تعزز الهوية الوطنية ويعزز الانتماء، وتبدأ الأرواح لتعبر عما بداخلها من شجن لهذا الوطن فهي التي تسعى بدأب وجهد وإخلاص وصدق للرقي بوطنها، نعم هي الأرواح الطموحة للمجد والعلياء قيادة وشعبا، وهنالك مقولة دائما أرددها ويجب أن تردد دوما، لا تقل ماذا يقدم الوطن لك! قل ماذا تقدم أنت للوطن.
@_FKW7