ومضت تقول: تعرضت الدولة، التي تعاني التضخم المفرط المتصاعد، لضربة أخرى بعد الانفجار الهائل في مرفأ بيروت. إثر ذلك، نزل اللبنانيون إلى الشارع للتنديد بالمأساة على حقيقتها، وهي أنها نتيجة لا مبالاة كبيرة من حكومتهم.
وأردفت: يوجه كل من اللبنانيين والمراقبين في جميع أنحاء العالم الاتهام بشكل محدد إلى حزب الله. تم الربط بين الجماعة الإرهابية الموجودة في لبنان والتقصير العبثي الذي تسبب في الهجوم.
ذروة الإحباط
ومضت تقول: بشكل عام، ومع وصول البلاد إلى ذروة الإحباط، استيقظ اللبنانيون على إرث حزب الله من عدم الاستقرار والعنف في البلاد. وأشارت إلى أنه مع هذه الإدانة المحلية والعالمية للتنظيم الإرهابي، يبدو أن لدى الولايات المتحدة نافذة لتشجيع لبنان حر وديمقراطي عبر اتخاذ خطوة حاسمة في إستراتيجية الضغط الأقصى ضد إيران. وأوضحت أن حزب الله، بصفته الواجهة المفضلة لإيران، كان دائمًا هدفًا لإستراتيجية الدفاع الأمريكية.
وأضافت: في هذه اللحظة من الضعف الكبير الذي تواجهه تلك الميليشيات، لدى الولايات المتحدة بالتأكيد فرصة لقيادة جهد عالمي لتحييد هذا التنظيم الإرهابي.
ومضت تقول: بعيدًا عن هجمات حزب الله المروعة وانتهاكات حقوق الإنسان والحكم الفاسد، فإن الجماعة تشكل تهديدا لصراع الولايات المتحدة مع نفوذ إيران المتزايد في الشرق الأوسط. وأوضحت أن الهدف الأساسي للسياسة الخارجية الإيرانية هو إنشاء محور في المنطقة يستخدم طهران كمقر رئيسي لها، وهذا ما يفسر طموحات إيران الإقليمية على مر السنين.
الضغط الأقصى
وتابعت: انظر فقط إلى سوريا والعراق واليمن ولبنان. في جميع هذه البلدان، كانت إيران إما حاضرة ماديا، أو استخدمت وكيلا، أو أرسلت موارد لدعم أجندتها الخاصة، سواء كان ذلك يعني تمكينا سياسيا معينا أو انتزاع سلطة سياسية لحليف.
وبحسب الكاتبة، كان إحباط قوة إيران الإقليمية ودعمها للإرهاب هدفا رئيسيا للسياسة الخارجية لإدارة الرئيس دونالد ترامب.
وأشارت إلى أن تصرفات الإدارة الأمريكية تُظهر التزامًا، حيث تشكل عمليات الحظر والعقوبات والضربات الجوية جزءًا مما تسميه الإدارة الضغط الأقصى. مع ذلك، لا يزال يتعين على الإدارة أن تصل إلى «الحد الأقصى» حقا في نهجها.
وشددت على أن الولايات المتحدة تحتاج إلى اتباع إستراتيجية ذات طبيعية إقليمية أكثر ضد سلوك إيران المزعزع للاستقرار، بالنظر إلى الطبيعة الإقليمية المتأصلة لتطلعات إيران.
لبنان ديمقراطي
وأردفت: تقلص الموقف الأمريكي في الشرق الأوسط بمرور الوقت، مما يعني أن معظم جوانب الضغط الأقصى تطبق محليا على إيران. الآن، مع تعرض الوكيل المفضل لطهران للانتقادات، لدى الولايات المتحدة فرصة لضرب إيران في الموضع الأكثر إيلامًا.
وأكدت على أن قيام لبنان ديمقراطي ومستقر يستلزم التخلص من حزب الله باعتباره أمرا ضروريا لحملة الضغط الأقصى الأمريكية.
وتابعت: تشير عدة أسباب إلى أن هذا قد يكون أفضل وقت لتحقيق مثل هذه النتيجة. ومضت تقول: على سبيل المثال، شهدت الأشهر الأخيرة إدانة واسعة النطاق لحزب الله في لبنان نفسه. في الماضي، قبل اللبنانيون، بغض النظر عن الهوية الطائفية، وجود حزب الله كميليشيات وفصيل سياسي بسبب الخدمات الاجتماعية التي قدمتها الجماعة للشيعة الفقراء في الجنوب. كما أن الحزب طالما وصف نفسه على أنه وكيل لمكافحة الفساد في الحكومة ودرع ضد الهجوم الإسرائيلي.
دور بالكارثة
وأضافت: لكن ابتداء من أكتوبر 2019، شملت الاحتجاجات الواسعة النطاق المناهضة للحكومة في جميع أنحاء لبنان، والتي أثارها انهيار الاقتصاد، ما لا يمكن تصوره، حيث برزت دعوات لحزب الله لترك الحكومة والعودة إلى إيران. إن سنوات حزب الله العديدة في إخفاء نفسه ككيان لبناني باءت بالفشل.
ومضت تقول: الآن، مع الانفجار المدمر الذي وقع في 4 أغسطس، تحول النقد الموجه إلى حزب الله إلى غضب. ألقي اللوم إلى حد كبير في الانفجار، الذي نتج عن التخزين غير المسؤول لنترات الأمونيوم في ميناء بيروت، على الفساد الحكومي.
وأردفت: لكن حزب الله لعب دورًا خاصًا في الكارثة. بصرف النظر عن كونه جزءًا من الحكومة اللبنانية غير الكفؤة، فقد منع الحزب الوصول إلى المنطقة التي تم تخزين نترات الأمونيوم بها لسنوات وربما احتفظ بها لأغراضها الخاصة.
وأشارت الكاتبة إلى أن الحزب شن هجمات إرهابية باستخدام نترات الأمونيوم في الماضي، كما كشف الانفجار عن عدم اكتراث الحكومة والحزب المطلق برفاهية الشعب اللبناني، مؤكدة أن ولاء حزب الله هو في المقام الأول لإيران.
ضربة لإيران
أما على المستوى الدولي، فقد نبهت الكاتبة إلى أن التطورات الدبلوماسية شوهت سمعة حزب الله في جميع أنحاء العالم، مشيرة إلى أن المحكمة الدولية الخاصة باغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري عام 2005 أشارت إلى تورط أحد عناصر حزب الله في الهجوم.
وتابعت: النكسات الإقليمية لإيران واعدة أيضًا في طريق إضعاف تلك الميليشيات التي ترعاها، أي أن أي ضربة لإيران هي ضربة لحزب الله. وأضافت: الآن هناك ضغط أكبر من أي وقت مضى على حزب الله للتخلي عن سلطته، حيث إن اللبنانيين من جميع الطوائف يطالبون بذلك. وتساءلت: إذن كيف ستستغل الولايات المتحدة هذه اللحظة بالضبط لتحييد حزب الله؟
ومضت تقول: الآن، الأمر غير واضح. أضرت العقوبات بالحزب، لكنها نادرا ما تؤدي إلى استسلام كامل. مع الدعم الإيراني والإيرادات التي تأتي من الأسواق غير المشروعة، سيجد حزب الله طريقة للبقاء.
الأمم المتحدة
وأردفت تقول: من غير المرجح أن يحدث أي نوع من التدخل العسكري الأمريكي، نظرًا لنهج إدارة ترامب الذي لا يقوم على المواجهة في الشرق الأوسط، إضافة إلى الرفض المستمر للتدخل الأمريكي منذ سنوات بوش. لذلك فإن تدخل الأمم المتحدة قد يكون احتمالا.
وأضافت: مؤخرا، ذكر موقع أكسيوس أن إدارة ترامب تهدد باستخدام حق النقض ضد القرار الذي أبقى قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل) موجودة في البلاد ما لم يتم توسيع تفويضها.
وأردفت: تعتقد إدارة ترامب، بالاشتراك مع الإسرائيليين، أن اليونيفيل بحاجة إلى سلطة قضائية أكبر في معاقل حزب الله في الجنوب وعلى الحدود الإسرائيلية، وتحسين الموارد والأسلحة.
وتابعت: هناك أيضًا تفويض من مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة يستهدف حزب الله لم يتم الوفاء به بعد. يدعو قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1559 إلى حل جميع الميليشيات اللبنانية وغير اللبنانية ونزع سلاحها.
وأشارت إلى أنه لسوء الحظ، فإن العديد من هذه الأساليب تحتاج وقتا، لذلك فإن التحدي في مواجهة حزب الله يحتاج الحفاظ على الاستمرارية، والعثور على الموارد، وتقليب ميزان القوى الراسخ بعمق.
إسقاط حزب
ومضت تقول: سيكون إسقاط حزب الله عملية طويلة الأمد ومكلفة، وتتطلب وجودًا مستمرًا لقوة خارجية، مثل الولايات المتحدة أو نوع من التحالف، وفقًا لجيزيل دونيلي، الخبيرة العسكرية في معهد أمريكان إنتربرايز.
ونقلت عن دونيلي، قولها: هناك فرصة لإضعاف حزب الله. سيكون جيدا أن تهتم القوى الخارجية، لكن من غير المرجح أن يحدث ذلك. بالنظر إلى نهج إدارة ترامب الخاص بعدم التدخل في الشرق الأوسط والتكاليف الهائلة لمثل هذه العملية، فإني متشككة، خاصة أن الإيرانيين لن يستقبلوا ذلك وهم مستلقون.
وأضافت «دونيلي»: سجل الولايات المتحدة في اغتنام اللحظات السياسية المفيدة في الشرق الأوسط ليس واعدا.
ومضت تقول: الأهم من ذلك كله، أن ميزان القوى في لبنان بحاجة إلى تغيير جذري. ومع وجود أسلحة حزب الله العديدة في جميع أنحاء البلاد، والتي تصل إلى مئات الآلاف من الصواريخ، وتفاني الشيعة في الجنوب، فمن غير المرجح أن يؤدي أي شيء أقل من الصراع المسلح إلى الإطاحة بالجماعة.
وقالت دونيلي إن إنهاء حكم الحزب سيعتمد جزئيًا على إقناع حزب الله بالتخلص من صواريخه، لا سيما الصواريخ بعيدة المدى. لن يمضوا إلى ذلك إلا إذا كانوا ضعفاء عسكريا للغاية.
التخلي عن الطائفية
وأردفت: كما سيتعين على اللبنانيين أن يؤكدوا إدانتهم الحالية للنظام الطائفي الذي مكن السياسيين الفاسدين وأخفى أعمال حزب الله. هذه مهمة صعبة في أمة طائفية مثل لبنان. هل اللبنانيون مستعدون حقًا للتخلي عن دعاة الطائفية؟
وبحسب الكاتبة، لا تستبعد دونيلي أن جميع اللبنانيين سئموا قادتهم الذين أفلسوا البلاد، لكن عندما يهدأ الغبار، من السهل أن تتخلف عن دعمك لقائد في مجموعتك العرقية أو الدينية.
وأكدت «حجار» أن اغتنام اللحظة لإضعاف حزب الله سيكون خطوة كبيرة إلى الأمام لممارسة أقصى قدر من الضغط، لكن الطريق إلى مثل هذه النتيجة وعر.
وشددت على أنه بدون جهد دائم ومتسق من الولايات المتحدة أو أي نوع من التحالف العالمي ومباركة من جميع اللبنانيين، سيمكن لحزب الله البقاء لبعض الوقت.
أكدت الكاتبة الصحفية «كارين حجار»، أن الظروف المحلية والدولية توفر فرصة يجب اغتنامها للتخلص من حزب الله، وكيل إيران في لبنان، مهما كانت العقبات التي يمكن مواجهتها.
محاولات الميليشيات بإظهار نفسها ككيان لبناني باءت بالفشل
حزب الله لعب دورا خاصا في كارثة انفجار بيروت المدمر
الحزب منع الوصول إلى عنبر تخزين نترات الأمونيوم لسنوات
الدعوات تزداد لحزب الله لترك الحكومة والعودة إلى إيران
