ولاحظنا أن موالي حزب الإخوان العرب يستوطنون فنادق إسطنبول ومبرمجون على أداء مهمتين: شتم أوطانهم ثم الدعاء لأردوغان والتبشير بخلافته.
لم أكن أعرف أن حزب الإخوان وصل إلى هذه التقنيات المتقدمة، إلى أن شاهدت مداخلات صابر مشهور، وهو صحفي مصري، وأنموذج فريد لكيفية تحويل شخص من لحم ودم إلى «تطبيق» حوسبي مبرمج على إعدادات محددة، يشحن مرة واحدة ثم يعمل تلقائياً وبلا توقف.
ويتمتع صابر بكثير من «الهبل»، ولديه صعوبة في التفكير خارج الإعدادات. واستخدمته قناة الجزيرة «مرة واحدة»، ثم جرت برمجة تركية لـ«صابر»، ليكون «تطبيقاً» تركيا خالصاً، فهو لا يتحدث إلا بتفسير أردوغاني لكل ما يحدث. ويستشهد كثيراً بوكالة الأناضول التركية، وأجرى مقارنة بين الدولة الأموية والدولة العباسية والدولة العثمانية. و«طبعاً»، أظهر صابر تفوق الدولة العثمانية على دول الصحابة والتابعين. واجتهد في توصيف الدولة العثمانية بأنها مطابقة لدولة الرسول والخلافة الراشدة، ويرسل تلميحات إخوانية مألوفة، إلى أن أرطغرل الوثني وأردوغان الشعوبي شبيهان بالرسول -صلى الله عليه وسلم-. ويختم صابر مداخلاته اليومية، بالتوصية بقراءة كتب تبشر بالدولة العثمانية وببني عثمان، وبكرامات أردوغان. وسبق أن تنكر صابر لوطنه وأعلن أنه لا يعترف بالحدود تبشيراً بخلافة أردوغان. ولم ينتبه إلى أن أردوغان نفسه يوجه حمم النيران إلى صدور الأكراد دفاعاً عن «الحدود» التركية.
وتحدث صابر عن انفجار نترات الأمونيا في بيروت، على أساس أنه مؤامرة المعارض التركي فتح الله غولن على أردوغان. وطوال مداخلته يتحدث عن نترات الأمونيا على أنه «سلاح» فقط، وهذا خطأ، لأن الأمونيا، وإن كانت خطرة، تستخدم أولاً في صناعة الأسمدة، وتتنقل بين موانئ العالم بإجراءات تخزين خاصة، بل إن شركة سيارات استخدمتها، يوماً، في وسائد السلامة.
وقال مشهور: إن مالك سفينة الأمونيا، روسي مقيم في قبرص. وطرح سؤالاً «عبقريا»: لماذا هو في قبرص؟.!، ولم ينتبه مشهور إلى أنه مصري ومقيم بإسطنبول، ولم يسأل نفسه لماذا هو في إسطنبول؟.
قلت إنه يطرح أسئلة هبلاء، ويتمتع بغفلة معدية، و«مبرمج».!.
*وتر
يا وطن مجدك العلى..
إذ السماسرة يعرضون أوطانهم في المزاد
والسماوات والحدود، والثرى
وعيون الصبايا الناشدات، والمدى
[email protected]