DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

الاهتمام بـ«المتاحف» ضرورة لإكمال الطفرة الثقافية

حاضنة للتاريخ والتراث والإنجازات الوطنية

الاهتمام بـ«المتاحف» ضرورة لإكمال الطفرة الثقافية
شهد قطاع المتاحف في المملكة خلال السنوات الأخيرة نشاطا كبيرا، حيث بلغ عددها 84 متحفا عاما و217 متحفا خاصا، كما بلغ عدد زوار المتحف الوطني عام 2019 حوالي 130.330 زائرا، وبالرغم من ذلك فإن من أكبر التحديات التي تواجه هذا القطاع هو انخفاض الثقافة المتحفية، وذلك لأسباب متعددة، منها طبيعة المتاحف غير الربحية، وحاجتها لابتكار برامج تجذب الزائرين، وقادة لديهم القدرة على وضع خطط وإستراتيجيات لنجاح مهمة ورسالة المتحف، لكن عددا من المختصين أبدوا تفاؤلهم بمستقبل المتاحف بالمملكة، خاصة مع الطفرة الثقافية التي تعيشها حاليا.
ندرة التأثير
بداية، قال عضو هيئة التدريب بكلية السياحة والفندقة بالمدينة المنورة، والمهتم بتطوير السياحة والمتاحف منصور محمد شايع: تعتبر المتاحف وجهة سياحية ثقافية ومصدر جذب لكثير من الدول، وتعد جزءا من ثقافة وهوية المجتمع، وكذلك مصدر علم ومعرفة للمهتمين والطلاب، وبالنسبة للثقافة المتحفية في المملكة خلال الفترة الماضية ما قبل ٢٠١٨ فكان يندر تأثيرها على المجتمع، وكانت شبه معدومة في كثير من المدن حتى إن بعضها أغلقت، والأسباب كثيرة نذكر منها: طبيعة المتاحف غير الربحية وبالمقابل فإن المصاريف فيها مكلفة، والحاجة للإبداع وابتكار برامج تجذب الزائرين، وإدارة المتاحف تحتاج إلى قادة لديهم القدرة على وضع خطط وإستراتيجيات لنجاح مهمة ورسالة المتحف، والتصميم والبناء مكرر، حيث يمل الزائر من تكرار الزيارة لكثير من المتاحف، ولا توجد خدمات ذات جودة عالية، حيث نرى الإهمال في كثير من المتاحف وهذا منفر للزائرين، ولا توجد برامج تناسب جميع الفئات العمرية، حيث يظن ملاك المتاحف أن الهدف من بناء المتحف هو عرض المقتنيات فقط، وهذا للأسف مفهوم قديم، ويوجد موظفون غير متخصصين في هذا المجال ما يؤدي إلى ضعف في إدارة المتحف، وصعوبة تحقيق أهدافه المستقبلية، وضعف التواصل بين الزائر والمرشد في المتحف، وندرة وسائل التقنية حيث تعتبر من عوامل النجاح الرئيسية، وغير ذلك الكثير من الأسباب. وتابع: ولكن نتفاءل بالخير، ففي منتصف عام ٢٠١٩، كانت هناك نقلة حضارية وثقافية قامت بها وزارة الثقافة من خلال هيئة المتاحف، حيث سنرى في القريب العاجل -إن شاء الله- تغيير الصورة النمطية عن متاحف المملكة.
أكبر التحديات
وأكد المدير التنفيذي لمتحف دار المدينة حسان طاهر أنه لطالما كان انخفاض الثقافة المتحفية وانخفاض تفاعل المتاحف مع المجتمع المحلي من أكبر التحديات، التي تواجه المتاحف بالمملكة، وذلك حسب تقرير الحالة الثقافية لعام 2019، رغم التاريخ الطويل للقطاع المتحفي السعودي.
وقال: فإذا نظرنا إلى قياس الإقبال على المتاحف الذي نشره تقرير الحالة الثقافية، من حيث حصتها من الأنشطة الثقافية والسياحية، نجد دلالة كبيرة على ضعف جاذبية هذه المتاحف أو ضعف التوعية بها، بالرغم من ذلك، باعتقادي الشخصي، أصبحنا نرى في الآونة الأخيرة تحسن الشعور والنظرة العامة للمتاحف لدى المجتمع بشكل ملحوظ، فبدلا من النظر لها كمبانٍ تضم مقتنيات مستهلكة ومملة، أصبحت النظرة لها أكثر كمراكز تعليمية وثقافية وأدبية وترفيهية، كما بدأ البعض يعتبرها متعة تتصدر قائمته التجوالية في بعض مناطق المملكة.
الصورة النمطية
وذكر طاهر أن القطاع يواجه مشكلة لأن الأغلبية ما زالت تنظر إلى المتاحف على أنها مجرد مبانٍ تتكدس فيها المقتنيات المستهلكة والقديمة فقط، وأنها تستخدم طرق العرض المملة، كما ترسخت الصورة الذهنية لدى الأكثرية بأن كل المتاحف متشابهة باحتوائها على قطع التراث الشعبي فقط، فالمشكلة تكمن بشكل مباشر في الثقافة المتحفية الغائبة وعدم فهمهم لقيمتها والتصور الخاطئ عنها، وذلك يعود بشكل كبير لعدم قيام أغلب المتاحف بدورها التوعوي الصحيح، لذلك نجد بعض المتاحف القليلة تفوقت على نظيراتها، وتميزت لتكون منارات ثقافية في المدن، التي توجد فيها بسبب جودة العرض والدور الكبير الذي تقوم به، ومنها على سبيل المثال المتحف الوطني بالرياض، ومتحف إثراء بالظهران، وعلى صعيد المتاحف الخاصة هناك متحف دار المدينة المنورة بالمدينة المنورة، ومتحف القهوة في الأحساء، ومتحف الجوهرة والفلوة في الدمام، ومتاحف أخرى.
ثقافة متواضعة
وذكر مدير متحف الفلوة والجوهرة بالدمام عادل الرضيمان أن الثقافة المتحفية في المملكة متواضعة جدا، وتكاد تنحصر في الفئة المتخصصة في المجال سواء بالتعلم أو الخبرة المكتسبة، وهناك أيضا ضعف في نشر وزيادة الوعي بهذه الثقافة من قبل الجهات المسؤولة.
وعن أسباب عزوف الناس عن زيارة المتاحف، أوضح أن عادة ما تمثل المتاحف حضارة وتاريخ البلد الذي توجد فيه، لذلك يتوجه الناس لزيارة متاحف الدول الأخرى، ويتجاهلون زيارة متاحف بلدانهم على اعتبار أنهم على دراية بحضارتهم، ومن الأسباب أيضا عدم اعتبار المتاحف نوعا من الترفيه العائلي، وضعف المحتوى الذي تقدمه أغلبية المتاحف في المملكة.
وأضاف: لتطوير هذا القطاع يجب الاهتمام والتوعية بأهمية المتاحف، ونشر الثقافة المتحفية، خصوصا إعلاميا، وأن يكون لهذه الثقافة مكانها من المناهج الدراسية، كذلك يجب الاهتمام بالمتاحف القائمة حاليا «الحكومية أو الخاصة»، والتشجيع على إقامة المزيد منها على أسس علمية ومهنية عالية الجودة.
مقصد ثقافي
وذكر مستشار التراث والمتاحف ورئيس المتاحف الخاصة سابقا م. سعيد القحطاني أن المتاحف تعتبر مقاصد ثقافية اقتصادية اجتماعية للزوار، كما تضم العديد من القطع التي غالبا ما تكون تراثية، أو قد تكون قطعا علمية مثل المخطوطات والنشرات، أو المنتجات ذات الأصالة، التي تحكي تاريخا معينا، وفيما يخص المتاحف الخاصة التي يملكها الأفراد أو القطاع الخاص، فإن أصحابها يشكرون على جهودهم، كونهم جمعوا المقتنيات التراثية واتخذوا من ممتلكاتهم وعقاراتهم مكانا لهذا المتحف، ما يجعلهم متحملين لجميع التكاليف على حسابهم الخاص، والدولة بدورها قدمت دعما فنيا ولوجيستيا يتمثل في إقامة دورات تدريبية وزيادة معرفتهم بالمجال.
واقع المتاحف
وعن واقع المتاحف، قال: المتاحف تلقى إقبالا من الجمهور، وبالرغم من قلة الأعداد فإنه بمقاييسنا يعتبر الإقبال جيدا، وفي نظري أنه مع وسائل التواصل الاجتماعي زادت عند الناس المعرفة بوجود المتاحف، حتى إن بعضها أضيفت الآن على معظم المسارات السياحية، خصوصا المتاحف الواقعة في المدن الكبيرة، وبالنسبة للمتحف الخاص عندما يكون في هجرة متوسطة الكثافة، فغالبا ما نجده هو المقصد الوحيد والجاذب الأساسي للزوار.