الأجدر فخامة الرئيس هو سحب السفير التركي من السفارة في تل أبيب وتجميد العلاقات. وما هو مدعاة للسخرية أن تركيا أول دولة إسلامية تعترف بإسرائيل منذ عام 1949 وتجمعهما علاقات اقتصادية، عسكرية، وسياحية. كما أنها تحتضن ثاني أكبر مصانع سلاح إسرائيلي بعد الولايات المتحدة الأمريكية.
قناة الجزيرة كذلك كعادتها بالتأجيج اتهمت الإمارات بالخيانة للقدس، وتجاهلت أن قطر مطبعة مع إسرائيل منذ عام 1996 وللأسف لم يكن هدفها بالدرجة الأولى القضية الفلسطينية بقدر ما كان همها الإضرار بمحيطها، علاقة مبنية على التنازلات لتقويتها سياسياً وللاستفادة اقتصادياً.
جميعهم يتكسبون من القضية ودخول الإمارات على الخط وبشكل واضح، وصريح وشجاع لخبط الحسبة، قطع الطريق على المستفيدين وضيق الخناق، بل سحب البساط منهم فاستشاطت هذه الدول. شعاراتهم الزائفة ونفاقهم ليس من أجل القدس والمسجد الأقصى، لكن للتأكد على أنهم الوحيدون الذين يسترزقون من العلاقة مع إسرائيل لخدمة أجنداتهم الخائنة.
الإمارات دولة مستقلة ولها سيادتها، ومواقفها تجاه الدول العربية والإسلامية مشرفة لا يزايد عليها أحد. أبرمت هذه الاتفاقية بشجاعة ولتحقيق الكثير من المكتسبات واضعة مصلحة محيطها العربي والإسلامي نصب عينيها.
اتفاقية السلام بين الإمارات وإسرائيل ليست تطبيعا أو ولاء أو حتى محبة بل علاقات سياسية استراتيجية، أثمرت بمنع إسرائيل من ضم الضفة الغربية، والتي لم ولن تجرؤ يوماً تركيا أو قطر على مجرد طرح تلك الفكرة على طاولة النقاش منذ بداية علاقتهم.
الأهم بأن هذه المبادرة ستتيح للمسلمين الذهاب للمسجد الأقصى والصلاة فيه. وبرغم تلك الاتفاقية ستظل الإمارات تدعم الشعب الفلسطيني وتنادي بحقوقهم ودولتهم المستقلة.
DrAL_Dossary18@