لم أر في حياتي أحداً يبتسم في حضرة الموت والنعوش والجروح والإعاقات والخراب سوى حسن نصر الله رئيس ما يسمى حزب الله. خرج هذا الخائن الأكبر لأهله وأمته مرتين يتحدث إلى الناس. وفي كلتا المرتين وسعه أن يبتسم كثيراً وطويلاً فرحاً أو شامتاً بما أصاب بعض اللبنانيين من كَرْب وما منيت به مدينة بيروت العربية من تهديم وتخريب هائل. أظن أن إيران، التي ترعى هذا (المأفون) وغيره من أضرابه، تحقنهم بإبر غليظة معبأة بانعدام الإنسانية وقلة المروءة والحياء. كان بوسعه، على الأقل، أن يُمثل، كما يفعل دائماً، بأنه حزين لما حدث؛ أو كان بوسعه أن يعطي مواطنيه اللبنانيين خُمس المشاعر، التي سفحها على روح الإرهابي قاسم سليمان.
الآن هو يريد ما يسميه حكومة وحدة وطنية وليس حكومة محايدة أو حكومة تنتمي إلى لبنان فقط، ولا تنتمي إلى أي حزب أو أجندة إقليمية أو دولية. هو يريد حكومة مفصلة على مقاس سلاحه وسيطرته على المشهد السياسي في لبنان يتحكم بها وبرئيسها وبرئيس الجمهورية نفسه، كما فعل في السنوات الأخيرة إلى أن جفت جيوب الناس وآمالهم وحدث الانفجار الكبير وانهد المرفأ على رؤوس اللبنانيين. وليس ثمة أمل بالخلاص من سلاح هذا الحزب وتسلطه على الرقاب إلا بفعل لبناني شعبي بحت، حيث لا أحد، في كل هذا العالم، سينوب عنهم لتحقيق خلاصهم.
هم أدرى بشعابهم، وأدرى، بطبيعة الحال، بما حدث لهم وبما يريدون، لكن المراقب من الخارج يرى أكبر وأوسع مما يرون. وما نراه أن (النفاق) الدولي لم يوصل إلى أي نتيجة جيدة في أي بلد، ولن يوصل إلى أي نتيجة جيدة في لبنان. إذا بقي حزب الله يتحكم بمصائر الناس والبلد فما من شك بأن هناك مزيداً من الموت والدمار وخراب الديار، وإن انتزع اللبنانيون بلدهم ومصيرهم ومصير أجيالهم من يده سلموا وسلم بلدهم ومستقبلهم. الخيار لهم وليس عند غيرهم.
@ma_alosaimi