ثانيا، الحوار الهادئ لهدف تفعيل وظائف عقل الطفل وأرى أن الوقت المناسب لذلك هو ما قبل النوم. اختر كل ليلة سؤالا يحتوي على نقد فكري واسرد بعض الأمثلة والقصص التي تحرك عقلية وعاطفة الطفل. فليس المهم هو الحصول على إجابة، فالبحث والتفكر الذاتي هو الغاية لتفعيل العقل بعد يوم طويل من اللعب. قد لا يجيد البعض هذا الأسلوب ولكن ولكي تتعلم أيها التربوي، عليك أن تعكس الأدوار ليكون طفلك هو القائد لهذا الحوار، ويبدأ بطرح أبرز المواضيع التي تشغل تفكيره ومن خلاله سوف تعرف الكثير من اهتمامات طفلك وطريقة تفكيره ومستوى عاطفته والكثير عن شخصيته.
ثالثا، العزلة مع الطفل لغرض التأمل والانقطاع المؤقت عما يؤثر على الملكة الفكرية والعاطفية في أطفالنا. لحظات الصمت مهمة والاختلاء بالنفس وتهذيبها يعتبر عبادة خاصة في الأماكن الهادئة والطبيعية. فنظرة الطفل للكون أقرب إلى الفطرة والتأمل يساعد على توسع مدارك عقله واستشعار عاطفته. وبذلك سوف يستخرج الطفل الكثير من الأسئلة المرتبطة بعالمه الذي يعيشه ليبحث عنها مستقبلا في العلوم المتنوعة. وهذه النقطة ضرورية لأنها أخرجت لنا بعض العلماء والمفكرين الذين بدأوا علومهم بسؤال كوني.
رابعا وأخيرا، وأراها نقطة تربوية ضرورية في هذا الزمن وهي أهمية الغرض من الاختلاف بأنواعه. الاختلاف سنة كونية بنيت عليها علوم وأفكار وممارسات بشرية كثيرة ومتنوعة أخرجت لنا جوانب إيجابية وجميلة بسبب الاختلاف. فالاختلاف قيمة تستحق الاحترام والتدبر فلولا الله ثم نتائجها لما أبدع الإنسان في الابتكار والإبداع على جميع الأصعدة.
وهناك الكثير من النقاط التربوية التي لا يسعني ذكرها في هذا المقال، ولكن سوف أجتهد في البحث عنها وصياغتها بشكل تربوي، ليساعدنا على تخطي بعض الأزمات التربوية الحديثة التي يعاني منها البعض في هذا الزمن.
FofKEDL@