تسير من أمامها المركبات بمختلف أحجامها، ألوانها، أسمائها وسنوات إنتاجها.
تلك المركبات يختلف سائقوها:
هناك الملتزم بقوانين إشارة المرور لا يخالفها ضابطهُ الوعي، حس المسؤولية وأخلاقيات الطريق.
وهناك مَنْ يخالف جميع قواعد السير لو تسنى له ذلك، فإن خلا الطريق تراه يتجاوزها دون الالتفات لقانون لونها قد يتقيد لو لاحظ كاميرا أو شرطي مرور، لا يعير للمسؤولية بالا سوى مسؤولية ما يريد تطبيقه.
هناك الذي لا يفقه بقوانين السير.
وهناك اللامبالي.
هناك الذي يأخذ دور غيره متجاوزا.
وهناك الذي تتحكم انفعالاته في التعامل مع الطريق.
هناك المتباهي رقيبه في السير صاحبه في المركبة ينضبط بانضباطه ويتساهل بتساهله.
أنماط كثيرة تمر من إشارة المرور وهي لا تأبه تطبق قانونها ملتزمة بمدلولات ألوانها وأوقات تبدلها وترتيب نسقها.
إشارة المرور تلك، التي أطلت إليها النظر ذكرتني بالبشر، الذين يحرصون على عدم تبديل مفاهيمهم الأخلاقية الحسنة في تعاملاتهم مع البشر بغض النظر عن طبع مَنْ يتعاملون معه، لغته أو وظيفته.
تجدهم يتحلون بالأخلاق السامية والانضباط السلوكي.
يعايشون أنماطا مختلفة دون أن تتحكم بهم الأهواء.
يبقوا ثابتين على مبادئهم لا يُفقدهم متجاوزا صوابهم ولا يتخلون عن قوانينهم مع معتدٍ.
يتفهمون دورهم بوعي مع الجهلاء ويقوّمون المتجاوز الذي يدّعي الجهل.
يتحلون بالأخلاق والمسؤولية والانضباط مهما كان دورهم في المجتمع.
لو كانت إشارات المرور تتغير حسب أهواء مَنْ يمر بها، كيف سيكون الوضع؟
حتما ستكون فوضى الأولويات.
@ALAmoudiSheika