@falkhereiji
يحن العرب لأمجاد الأمة الإسلامية التي بنوها في مواجهة أعتى إمبراطوريات الأرض وإلى الحضارة الإنسانية والمدنية والعلمية التي أقاموها؛ وبخاصة العهد النبوي الشريف، والخلافة الراشدة، ومن بعدها الأموية، والعباسية، والأموية الأندلسية، بالإضافة إلى احترامهم لآل البيت.
الحنين والعاطفة التي وظفتها جماعات دينية سياسية لابتزاز الدول العربية وتعريض أمنها القومي للخطر، بالعويل والبكاء على سقوط الخلافة، وإنشاء أحزاب وجماعات وفرق دينية لإرجاع الخلافة والولاية، حيث بنت تلك الجماعات أدبياتها السياسية على توظيف النص الديني وتحريفه وتأجيج العاطفة الدينية؛ من أجل الوصول للسلطة؛ واستهدفت لذلك الدول العربية تحديدا، باعتبارها عائقا لطموحاتها، علماً بأن غاية الخلافة أو الولاية هي إقامة الدين ورعاية شؤون الدنيا وهي أمور متحققة في الدولة الوطنية العربية. والغريب أن هذه الجماعات الدينية لم تر في إسرائيل حجر عثرة في طريق خلافتها المنشودة أو دولته السلالية ولكنها رأت في بلاد العرب، التي يُعبد الله فيها، ويرفع الأذان خمس مرات؛ وثناً يجب أن يهدم؛ وناصبيةً يجب أن تقتلع، وحجر عثرة يحول دون تحقيق آمالها السياسية، فاستباحوها تارة بتكفيرها، وتارة بتأليب عليها، وتارة بتحريف النص الديني لإسقاط شرعيتها، فأساءوا للإسلام وأهله، ورفضوا فقه السلف الصالح وأحاديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الداعية للسمع والطاعة حفاظا على الصالح العام، واعتبروها خنوعاً ومخالفة للدين، فخرجوا وهم قعود من خلال تحريف النص والبحث في متشابهه واجتزاء نصوصه وإنزالها في غير محلها، حتى أضعفوا يقين العرب، وحثوهم على قتل بعضهم وهدر دمائهم بحجة أن من يحافظ على وطنه ولا يثور على السلطان عبد له؛ لتشمئز القلوب وتهفو للخروج والثورات، والأغرب من ذلك أن هذه الجماعات تهدم الوطن العربي من الداخل ليس لبناء خلافة أو ولاية عربية إنما لتبني ولاية إيرانية فارسية وخلافة تركية مغولية على أنقاض الوطن العربي، ومن اللافت أيضًا أن تنظيم الاخوان بمصر أحد أبرز نماذج هذه الجماعات في الوطن العربي عند وصوله للحكم انبطح لإسرائيل؛ ووصف رئيسها شيمون بيريز بالصديق الوفي؛ وهو ما عابه التنظيم على حكم العسكر؛ وكفره بسببه؛ حين تلوا قوله تعالى: (لا تجد قوماً يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله) وعندما دانت لهم مصر تلوا قوله تعالى: (وإن جنحوا للسلم فاجنح لها) وخاطبوا إسرائيل بالصديق الوفي. إن توظيف النص الديني حسب مصلحة التنظيم والحزب والملالي، ولمصلحة قوميات فارسية وتركية لها مطامعها التاريخية في المنطقة العربية أمر يقتضي التيقظ الفكري والسياسي والأمني والعسكري والديني، كما يعد أمراً كارثياً على الدين لأن التلاعب بالنص الديني مؤذن بزوال هيبة الدين في أنفس المسلمين بسبب بيع النص الديني وشرائه في سوق نخاسة السياسة؛ لمصالح قوميات أجنبية طامعة في حكم المنطقة العربية، الأمر الذي نهى الله عنه بقوله: (ولا تشتروا بآياتي ثمنا قليلا). انحازوا لأوطانكم فدول وطنية عربية مسلمة قوية متحالفة خَيْرٌ من ميليشيات وتنظيمات -ولاؤها لإيران وتركيا- تعتقد أن ظلمها لأمة العرب، ومساعدتها لقوميات أجنبية على احتلال أوطانها، وتحريفها للنص الإلهي؛ يمثل الخلافة الراشدة أو بيت النبوة!.
@falkhereiji
@falkhereiji