DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

خطيب عرفة: توحيد الله وإفراده بالعبادة أعظم خصال التقوى

ثمن تجاوب المسلمين مع تدابير المملكة الوقائية

خطيب عرفة: توحيد الله وإفراده بالعبادة أعظم خصال التقوى
أكد عضو هيئة كبار العلماء والمستشار بالديوان الملكي الشيخ عبدالله المنيع، أن الحياة الدنيا لا تسلم من المصائب ولذا أمرنا الله بالصبر، مبينا أن المصائب تجعل العبد يتذكر النعم الكثيرة والخيرات الوفيرة التي وهبها الله له، مشددا على أن الشريعة منعت تأجيج الصراعات، وتغذية الإرهاب، ونهت عن الإفساد في الأرض، وأمرت بالابتعاد عن مسببات الفتن، وأكدت على عدم الاستجابة للأعداء المتربصين.
خصال التقوى
وبين الشيخ عبدالله المنيع خلال خطبة عرفة أمس، أن أعظم خصال التقوى توحيد الله وإفراده بالعبادة بحيث لا يصلى إلا لله، ولا يدعى إلا الله، ولا يعبد أحد سواه لا بذبح ولا نذر ولا غير ذلك من أنواع العبادة، قال تعالى «يا أيها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون»، وقال تعالى «واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا»، مؤكدا أن هذا هو مقتضى شهادة التوحيد لا إله إلا الله، وقرينتها شهادة أن محمدا رسول الله. كما قال تعالى «ما كان محمد أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين وكان الله بكل شيء عليما». بحيث يطاع أمره ويصدق خبره ولا يعبد الله إلا بما جاء عنه صلى الله وعليه وسلم، فإن الله قد أكمل له الدين، فلا يحتاج إلى أن يزاد فيه بشيء من البدع.
خيرات وفيرة
وذكر المنيع أن الحياة الدنيا لا تسلم من المصائب ولذا أمرنا الله بالصبر كما قال تعالى: «ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون»، وقال تعالى: «ولنجزين الذين صبروا أجرهم بأحسن ما كانوا يعلمون»، وكيف لا يصبر العبد وهو مؤمن بالقضاء والقدر، مؤمن بأن ما أصابه لم يكن ليخطئه وما أخطأه لم يكن ليصيبه، وبأنه لو اجتمع من في الأرض فلن يستطيعوا أن يدفعوا عنه قدر الله كما قال سبحانه: «ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتب من قبل أن نبرأها إن ذلك على الله يسير».
توثيق الحقوق
وأكد الشيخ المنيع أن المصائب تذكر الناس بالآخرة، وتجعلهم يستعدون للجنة التي لا مصائب فيها ولا أحزان كما قال تعالى: «فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون»، مبينا أنه بهذه المصائب يحصل اختبار العباد والتمييز بين أهل الصبر وأهل الجزع قال تعالى: «ونبلوكم بالشر والخير فتنه وإلينا ترجعون». وقال المنيع: إن الشدائد مهما عظمت فإنها لا تدوم ورحمة الله أوسع وفرجه أقرب وقد وعد الله بالفرج والتيسير، مضيفا أن هذه المصائب تفتح أبواب طاعة الله تعالى باحتساب الأجر في دفعها قبل وقوعها وفي فعل الأسباب المؤدية لرفعها بعد حصولها وقد جاءت الشريعة الإسلامية المباركة بعدد من الإجراءات المؤدية إلى ذلك، مبينا أن التوجيهات الإلهية جاءت للتعامل مع المصائب والمشكلات المالية والاقتصادية بما يحقق رغد العيش للخلق، فمن ذلك أن الشريعة الإسلامية رغبت في الاكتساب والإنتاج، ومزاولة الأعمال وحثت على التجارة وجعلت الأصل في البيوع الحل والجواز.
تربية الأبناء
وقال: لحماية المجتمع من المشاكل الاجتماعية والنفسية أمرت الشريعة ببر الوالدين وصلة الأقارب والأرحام، وحسن تربية الأبناء، ورغبت في الترابط والتآلف والتكافل الاجتماعي، وأعطت لكل واحد من الزوجين حقوقا على الآخر، وكفلت حقوق الإنسان رجلا وامرأة وطفلا كبيرا وصغيرا، سليما ومعاقا، بل جاءت بمراعاة نفسيات الآخرين والوقوف معهم في أيام محنتهم ومصائبهم، كما أمرت بحسن الخلق وطيب المنطق والترغيب في نشر المحبة والوئام والتعاون بين الناس.
صيانة الدماء
وأضاف: وفي المجالات السياسية والأمنية جاءت الشريعة بإجراءات توصل إلى سلامة البلاد والعباد واستقرارهم وتمكنهم من أداء مهامهم وأعمالهم، كما جاءت بحفظ الحقوق وصيانة الدماء والأموال، وحرمت الاعتداء والإيذاء للآخرين، كما منعت من تأجيج الصراعات، ومنعت تغذية الإرهاب، ونهت عن الإفساد في الأرض، وأمرت بالابتعاد عن مسببات الفتن، وأكدت على عدم الاستجابة للأعداء المتربصين، وأمرت بالالتزام بالأنظمة وبطاعة ولاة الأمور في غير معصية، وأمرت بالعدل وتحقيق المصالح ودرء المفاسد، وأمرت بالصلح والإصلاح، قال تعالى: «واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا».
سلامة الأبدان
وأردف: أما في الجانب الطبي فقد جاءت الشريعة الإسلامية بتوجيهات تؤدي إلى حفظ الصحة وسلامة الأبدان، فمن ذلك أن أمرت بالطهارة والنظافة، وأمرت بالمحافظة على البيئة نقية طاهرة، وأباحت طيب الطعام، ونهت عن المضر منه، وشرعت طرائق لحماية المجتمعات من انتشار الأمراض والأوبئة، وتابع قائلا: إنه انطلاقا من هذا الحديث النبوي الكريم الذي يمنع من التنقل في أوقات الأوبئة والأمراض سريعة الانتقال شديدة العدوى، جاء القرار الحكيم من حكومة المملكة بإقامة شعيرة حج هذا العام بأعداد محدودة، من الموجودين داخل المملكة من مختلف الجنسيات، حرصا على إقامة الشعيرة بشكل صحي يحقق متطلبات الوقاية والتباعد الاجتماعي لضمان سلامة الإنسان وحمايته من أسباب الجائحة وتحقيقا لمقاصد الشريعة في حفظ النفس البشرية بإذن الله ونشكر الدور الإيجابي للمسلمين كافة في التجاوب مع إجراءات الدولة لحمايتهم من تفشي هذا الوباء باتخاذ الإجراءات المؤدية إلى حماية مكة والمدينة، فجزى الله خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمير محمد بن سلمان ورجال دولتهم خير الجزاء على ما يبذلونه في خدمة الحرمين الشريفين وحمايتهما والبذل لهما، وأن يبارك في جهودهم وأن يعظم ثوابهم وأن يكفيهم شر كل من أراد بهم سوءا.
التقرب بالدعاء
ومضى عضو هيئة كبار العلماء قائلا: «كما يتقرب المؤمن بالدعاء لهم يدعو كذلك لنفسه ولقرابته ولبلده وللمسلمين عموما فمن دعا لأخيه بظهر الغيب وكل الله له ملكا يقول آمين ولك بمثل، وخصوصا في هذه المواطن الشريفة وعلى صعيد عرفة في هذا الزمان الفاضل، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبدا من النار من يوم عرفة، وإنه ليدنو ثم يباهي بهم الملائكة» ولذا يستحب للحجاج عدم صوم يوم عرفة ليكثروا من الذكر والدعاء كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم، فقد خطب في عرفة ثم أمر بلالا فأذن ثم أقام فصلى الظهر مقصورة ركعتين، ثم أقام فصلى العصر مقصورة ركعتين، ثم وقف بعرفة يذكر الله ويدعوه إلى أن غرب قرص الشمس، ثم ذهب إلى مزدلفة فصلى المغرب ثلاثا والعشاء ركعتين جمعا وقصرا، وبات بمزدلفة وصلى الفجر بها، ثم دعا الله إلى أن أسفرت، ثم ذهب إلى منى فرمى جمرة العقبة بسبع حصيات وذبح هديه وحلق رأسه، ثم طاف بالكعبة طواف الإفاضة، وبقي في منى أيام التشريق يذكر الله ويرمي الجمرات الثلاث يوميا فلما فرغ من حجه وأراد السفر طاف بالبيت».
الأمن والاستقرار
وأبان الشيخ المنيع أن من أعظم ما تستجلب به الخيرات والنعم وتدرأ به المصائب دعاء الله تعالى، وسأل الله في ختام خطبته أن يرفع الوباء ويشفي المرضى ويمكن الباحثين والعاملين بمجال الأمراض والطب من اكتشاف أدوية الأمراض وعلاجات ولقاحات الأوبئة، كما سأل الله أن يسبغ على العباد نعمه وأن يغنيهم بفضله، وأن يزرع المحبة والألفة بينهم ويجعلهم يتعاونون على البر والتقوى لا على الإثم والعدوان، وأن ينشر الأمن والاستقرار بفضله وإحسانه.