يأتي ذلك استمرارًا للجهود الحكومية؛ لتهيئة المشاعر المقدسة لاستقبال حجاج هذا العام، وتوفير الأجواء الصحية الآمنة لهم، بعد أن تم تجنيد الآلاف من القوى البشرية الصحية والأمنية والعاملة على نظافة وتطهير المشاعر على مدار الساعة، والانتهاء من تركيب وتجهيز مسارات مخصصة لكل فوج، بما يضمن تحقيق التباعد الاجتماعي بين الحجيج؛ ليكون حج هذا العام هو الأنجح صحيًا في ظل أزمة «كورونا».
أعمال مستحبة
ويصل ضيوف الرحمن في اليوم الثامن من ذي الحجة إلى مشعر منى، ويُحرِم الحاجّ المتمتّع إحرامًا جديدًا، أمّا الحاجّ المُفرد، والحاجّ القارن، فهما على إحرامهما الأوّل، ومن الأعمال المستحبة لهذا اليوم، الاغتسال، وارتداء ثياب الإحرام، والتوجه إلى مشعر منى، والصلاة فيها، والمكوث في المشعر حتى شروق شمس اليوم التاسع.
قلة المياه
ويعتبر اليوم الثامن من ذي الحجة هو أول يوم يقضي فيه الحاج مناسكه في المشاعر المقدسة، ويرجع سبب تسمية هذا اليوم بـ «التروية»، إلى أن الناس قديمًا كانوا يرتوون فيه من الماء في مكة، ويرحلون به إلى منى، لقلة المياه في المشاعر المقدسة.
بئر زبيدة
ومن المواقع التي اشتهرت في منى، «بئر زبيدة»، التي كانت أحد مواقع تجميع مياه «عين زبيدة» الشهيرة التي حفرت قنواتها المائية زبيدة بنت جعفر المنصور، زوجة الخليفة هارون الرشيد لخدمة الناس خاصة الفقراء، فبنت المساكن والمساجد، وبرك الماء والآبار على طول طريق الحج من بغداد إلى مكة المكرمة وجعلته للنفع العام.
آبار ومصانع
وتذكر المصادر التاريخية أن «بئر زبيدة» كانت تحتوي على الكثير من الآبار والمصانع المعدة لحفظ المياه فيها، واستمرت هذه العين شامخة قوية لأكثر من 1200 عام إلى عهد قريب، إلى أن استُعيض عنها بمياه البحار الناتجة عن محطات التحلية الضخمة، وذلك بسبب شحّ المياه فـيها، واندثار أغلب قنواتها بسبب التطوّر العمراني فـي مكة المكرمة، وتعمل الهيئة العامة للأوقاف بالتنسيق مع الجهات ذات العلاقة للمحافظة على عين زبيدة وآثارها الباقية وكذلك المحافظة على الشخوص الباقية فيها.