بعد أن قدم أردوغان نفسه زعيما إسلاميا، كشف «تقيته» وغير جلده، وتحول إلى ضبع جائع، يأكل من كل كتف، من سوريا وقطر والصومال وليبيا. وبدأ تفاهمات طويلة الأمد مع روسيا في المسألة السورية، وبذلك يجري احتلالا دائما لأراض سورية، والأهم يضمن موت الصناعة السورية المنافس الصعب للصناعة التركية في الملابس والأغذية وغيرها. وأيضا وجد في سوريا منجم ذهب آخر؛ وهو تشغيل السوريين مرتزقة، بعد أن بلع وعوده للسوريين، وبدأ بالتفاهم مع إيران، (وربما إسرائيل) لتقاسم سوريا، بإشراف روسي.
وبعد أن تحول فائز السراج (رئيس حكومة طرابس) إلى مجرد موظف علاقات عامة في البلاط الأردوغاني، بدأ أردوغان يحلم بـ «قبرصة ليبيا» وتقسيمها بإشراف الأمم المتحدة، فيضع يده على حقول النفط الليبية، وينتج ويبيع بنفسه. لهذا شحن أردوغان المرتزقة السوريين، وأعد خططا وهيأ حفارات النفط، وكانت أحلامه لا تسعها سماء، لكن أصيب بصدمة عصبية حادة، حينما تفاجأ بحزم الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، وإنذاره الشهير لأردوغان، بأن «سرت ـ الجفرة، خط أحمر»، «تكهرب» أردوغان وطار صوابه، إذ لا يمكنه السيطرة على أي نفط. وضاعف السيسي من حزمه بأن قرر تدريب أبناء القبائل الليبية ليواجهوا الاحتلال التركي، أصيب أردوغان بهلع مضاعف، بعد أن أدرك أن السيسي جاد، ولديه القدرة والإرادة لتوجيه هزيمة ماحقة لأردوغان و«إخوانه».
وأهم فوائد «دروس السيسي»، أنها «مضاد حيوي» قوي المفعول، فقد تخلى أردوغان، عن «العنتريات» وتشافى بسرعة. في بداية التدخل التركي في ليبيا كان أردوغان يتغطرس وقدم بنفسه، في التلفزيون «شرحا عملياتيا»، على خريطة ليبية، لسير المرتزقة والميليشيات والقوات التركية، بنبرة عسكرية متحدية، وبأسلوب يوحي أنه شخصيا قائد العمليات الميدانية، ويبدو كان ينوي مواصلة «بياناته العسكرية»، لكن بعد إنذار السيسي، هجر أردوغان الخرائط، واللغة المتغطرسة، وبدأ يتحدث بانكسار وأقل عنترية، عن «الحل السياسي». ويتملق لترامب ليهدئ من غضب السيسي.
* وتر
النيل.. والتاريخ والمرابط..
وحقول الاشبين..
وأناشيد صبايا الشط
سيوف الله، وشمس الخلود
[email protected]