فالمسؤولية الاجتماعية هي ثقافة تعبر عن سلوك وحضارة ونضج المجتمع. وهي تجسد المشاركة الوطنية الواجبة علينا لضمان الأمن المجتمعي في الأزمات والكوارث. وهي تكاملية بطبعها فيؤثر أطرافها على بعضهم البعض.
كما أن الوعي المسؤول هو رديف لما تقوم به الدولة من جهود وتضحيات ومبادرات شملت الأفراد والقطاعات والوزارات المختلفة. منها ما تم طرحه فيما يخص التأمينات الاجتماعية لدعم العاملين السعوديين في منشآت القطاع الخاص المتأثرة من تداعيات فيروس كورونا المستجد. وتمديد تأشيرات العاملين الأجانب دون أي رسوم إضافية، ومبادرة متخصصة لدعم 100 ألف أسرة من ذوي الدخل المحدود لمساندتهم في تحمل الأعباء المالية المترتبة من الأزمة الحالية، وغيرها من المبادرات العاجلة التي وصل مجموعها إلى 142 مبادرة.
فالدولة بفضلٍ من الله حريصة كل الحرص على سلامة وأمن أفرادها. وهي تراهن على وعي مجتمعها وتثق في قدراته وإمكانياته وترجو منه مبادلتها هذا الحرص والمسؤولية. وهذا يؤكد ما جاء في رؤية المملكة العربية السعودية للتنمية المستدامة. والتي تمثل المسؤولية أحد ركائزها، وهي موجهه نحو المجتمع والأفراد والبيئة. ولا ننسى الدور الأهم للشباب السعودي الواعد الذي يحظى برصيد حافل وغني من الوعي والقيم الاجتماعية المختلفة.
فنحن اليوم وفي هذا الظرف الاستثنائي بالذات في أمس الحاجة للتعاون والتكاتف لمساندة وطننا المعطاء. والتكيف مع الوضع الراهن الذي هو الحل الأمثل لتعود الحياة لطبيعتها لتحقيق أهدافنا، مع ضرورة الأخذ بالحذر والسلامة العامة والالتزام بالتعليمات والإجراءات الاحترازية.
المسؤولية هي السلاح الفعال الذي به نتكاتف ونرتقي ونتخطى به أقوى الصعاب والأزمات. ونحن بحولٍ من الله قادرون على تحقيق أسمى الأهداف، التي تعود بالنفع للأمة بترابطنا المجتمعي وحرصنا على المصلحة العامة وعلى أمن وطننا الغالي، حفظه الله وشعبه من كل شر.