فالتأثيرات السلبية النفسية والعاطفية واردة لا شك، مشاعر داخلية مؤلمة تتزايد، إحباط خوف توتر، ناهيك عن التأثيرات الاجتماعية، كضعف القدرة على التفاعل مع الوسط الذي انتقلوا للعيش فيه حتى وإن كانوا مع أحد الوالدين ويفقدون أيضا التفاعل مع المجتمع كله تبعا لذلك.
لا ننسى مؤثرات أخرى وهي من الأسوأ كتدني المستوى العلمي الذي يعكس الحالة النفسية التي يعيشونها، ضعف القدرة على إعمال القدرات العقلية كالتركيز والتفكير والفهم وغيرها، وعن التغيرات الديناميكية ومشاعر الإحباط والارتباك والخوف من المجهول الذي ينتظرهم.
لماذا لم يحاول الطرفان العمل على تفتيت المشاكل الزوجية وإذابتها من أجل الاستقرار الزوجي والأهم من أجل الأطفال، كل بيت تحدث فيه مشاكل زوجية فهل معنى ذلك أن يحدث طلاق في كل بيت؟ !
عموما في حالة استحالة العيش تحت سقف واحد فلا بأس «إمساك بمعروف أو تسريح بإحسان».. نفذ أمر الله، وعليهما وضع الضحايا الذين سيسقطون تحت الأنقاض في عين الاعتبار عندما يتهاوى بناء الأسرة ويسقط.
للعلم كل ضحايا الطلاق يتأثرون بحسب مراحلهم العمرية لكن الأكثر تأثرا بسلبياته المراهقون، فقد تتأثر سلوكياتهم وتدفعهم لما لم تحمد عقباه، لذا يتوجب الاحتواء الكبير من قبل الوالدين معا حتى مع ظروف الانفصال، بغض النظر عن مكان إقامة المحضون هل مع الوالد أو مع الأم.
كما يجب أن يحرص الطرفان على الصورة الحسنة للطرف الآخر فلا تصل للطفل صور سيئة مشوهة عن أحد الطرفين، والأهم من ذلك يجب ألا ينقطع التواصل الحضاري بين المنفصلين، وإن كانت هناك وجهات نظر مختلفة في أسلوب رعاية الطفل فحبذا لو يتم الحوار بأسلوب حضاري، وبعيدا عن وجود الأطفال خاصة المراهقين.
توجد فئة من المنفصلين فاقدي الوعي التربوي والسلوكي يحولون أطفالهم لأجهزة تصنت وكاميرات لمعرفة المستجدات عن الطرف الثاني، والجريمة الكبرى عندما يسيء كل طرف للآخر أمام أبنائهم وقد حدث ذلك ويحدث كثيرا فلا تستغربوا.
كثيرا ما يسأل الأطفال عن سبب الانفصال وكثير منهم يظن أنهم جزء من المشكلة إن لم يكونوا المشكلة كلها، فلا بد من شرح الأسباب بأسلوب مقنع تربوي سليم.
وحبذا لو يلجأ المنفصلون لاستشاريين ومتخصصين لمعرفة أسلوب التعامل مع الأبناء لحماية الأطفال من الآثار السلبية وعدم تركهم ممزقين بينهم. حماهم الله من كل سوء.
[email protected]