وأشار إلى أن من المقرر تدشين مجموعة من المصانع الجاهزة خلال العام الجاري تمكيناً للصناعة وخاصة القطاعات الواعدة التي تشغل حاليا قُرابة 70 ٪ من إجمالي الوحدات المؤجرة.
وأوضح أن المصانع الجاهزة التي تقدمها «مدن» بمساحات تتراوح بين «700م2 و1500م2» لشركائها من روّاد الأعمال والمنشآت الصغيرة والمتوسطة تستهدف الصناعات النظيفة والخفيفة مثل الصناعات الغذائية والطبية، وكذلك الصناعات الكهربائية والإلكترونية، مبيناً أن جائحة «كورونا» أدت إلى زيادة كبيرة في الطلب على المنتجات الغذائية والطبية بالسوق المحلية، فيما تصدرت الصناعات الغذائية قائمة الأنشطة الأكثر إشغالاً للمصانع الجاهزة بنسبة 46 % لتأتي الصناعات التحويلية التي يغلب عليها مجال المستلزمات الطبية كالأنابيب الطبية والكمامات ونحوها في المرتبة الثانية بنسبة 14٪ ثم الصناعات الدوائية بنسبة 9 % في المرتبة الثالثة.
وأكد أن أزمة فيروس كورونا المستجد (COVID-19) كشفت الأهمية الكبرى للمصانع الجاهزة في تخفيف آثار الجائحة على الاقتصاد الوطني، وذلك من خلال مساهمتها في توفير متطلبات السوق المحلية من المنتجات الغذائية والطبية المختلفة.
وبين أن الاستثمار في المصانع الجاهزة يسهم في تعزيز دور المنشآت الصغيرة والمتوسطة في الاقتصاد الوطني وتحقيق الأمن الغذائي والطبي تماشياً مع رؤية المملكة 2030 الرامية إلى تعزيز مساهمتهم بالناتج المحلي الإجمالي لأكثر من 35 % واتساقاً مع إستراتيجية «مدن» لتمكين الصناعة والأسهام في زيادة المحتوى المحلي.
وأوضح أن السنوات الأخيرة شهدت إقبالاً كثيفاً من المستثمرين المحليين والعالميين على منتج المصانع الجاهزة نظراً للمُحفزّات والتسهيلات والحلول التمويلية التي من شأنها اختصار الوقت والجهد وتقليل التكلفة على المستثمر، ومنها على سبيل المثال منتج «مصنع وقرض» بالتعاون مع صندوق التنمية الصناعية السعودي لتوفير مصنع جاهز وتمويل مالي مقابل المشروع، ومنتج «أسس» الذي يتيح للمستثمر الحصول على مصنع جاهز وتمويل من بنك التنمية الاجتماعية يصل إلى 4 ملايين ريال مصحوبا بمجموعة من الحوافز.
ولفت إلى الإمكانات والتصاميم الفريدة التي تساعد على تطوير وتنمية الأعمال واستمرارها، إذ رُوعي في المصانع الجاهزة توفير مساحات مكتبية وصالات إنتاج مفتوحة ومجهزة لتركيب خطوط الإنتاج بنماذج ومساحات مختلفة «450م2 و900م2» ومناطق تحميل وتنزيل ومواقف خاصة للسيارات بكل مصنع، فضلاً عن توفير تيار كهربائي بأحمال مناسبة ومرافق الخدمات من دورات مياه وخزانات المياه والحريق والصرف الصحي، وأيضاً أنظمة شبكات الإطفاء ومخارج الطوارئ حسب اشتراطات ومواصفات الأمن والسلامة المهنية المحلية والعالمية المعتمدة لدى «مدن».
واستعرض بعض النماذج الناجحة للاستثمارات المحلية والعالمية في المصانع الجاهزة سواء لإنتاج وحدات تكثيف ولوحات التحكم والتوزيع الكهربائي في المدينة الصناعية الثانية بالدمام، ومصنع إنتاج الأنابيب الطبية المعقمة في المدينة الصناعية الثالثة بالرياض، ومصنع إنتاج المفاتيح والأفياش والوصلات الكهربائية في المدينة الصناعية بالخرج، ومصنع مثاقب حفر الآبار وقطع الغيار المعدنية تصنيع وتجديد في المدينة الصناعية الثانية بالدمام، ومصنع إنتاج القهوة والحلويات والساندوتشات والمشروبات والدونات في المدينة الصناعية الثانية بالدمام.
وأفاد أن المدينة الصناعية الثانية بالرياض تحتضن مصنعاً جاهزاً للمنتجات الغذائية لإنتاج القهوة المحمصة والمطحونة ومصنع لتحميص المكسرات والتوابل.
وتهتم «مدن» منذ انطلاقتها عام 2001 بتطوير الأراضي الصناعية متكاملة الخدمات، إذ تٌشرف اليوم على 35 مدينة صناعية قائمة وتحت التطوير في مختلف مناطق المملكة بالإضافة إلى إشرافها على المجمعات والمدن الصناعية الخاصة، فيما تجاوزت الأراضي الصناعية المطورة 198,8 مليون م2 حتى الآن، وتضم المدن الصناعية القائمة أكثر من 3500 مصنع منتج.